قراءة نقدية

«طاش» يلامس الحياة.. والقصبي والسدحان يتجاوزان الغياب

الرياض ـ بهاء الدين فرح

أثارت عودة مسلسل “طاش العودة”، الكثير من الجدل في الأوساط النقدية، خاصة بعد أن عاد من غياب استمر 12 عامًا، إذ استقبله بعض النقاد باستحسان لما حملته الحلقات التي بثت من رؤية جديدة، فيما كانت هناك بعض الأصوات التي رصدت أوجه قصور.
ورأى الناقد الفني يحيى زريقان في تصريحاته لـ ”الرياضية”، أن المسلسل نجح في شد أنظار المشاهدين منذ حلقاته الأولى بتوليفة محكمة الأداء بقيادة النجمين ناصر القصبي وعبد الله السدحان، اللذين يعدَّان من أبرز الثنائيات في الوسط الفني العربي.
ولفت إلى أن العمل أرسل رسائل إيجابية للعالم عن الأجواء والمحيط الجديد في السعودية، وشخَّص الظواهر الطارئة على المجتمع.
واضاف زريقان:”المسلسل، الذي عاد إلى الشاشة الرمضانية بعد غياب 12 عامًا، شهد نضجًا كبيرًا في الأداء والتفاهم بين القصبي والسدحان، اللذين قدما أعمالًا كثيرة، سكنت الذاكرة والوجدان العربي طوال 19 عامًا لدرجة لم يلحظ معها المشاهد، في الحلقات القليلة التي بثت، أنهما لم يقفا معًا أمام الكاميرا طوال تلك الأعوام”.
ولفت إلى أن المسلسل نجح أيضًا في مواكبة أبرز المستجدات في الداخل السعودي بصيغة كوميدية خفيفة، لكن ذات تأثير أعمق في المتلقي، وتمنى أن تكون عودة القصبي والسدحان عبر بوابة طاش بداية لتعاونهما في أعمال درامية أخرى مستقبلًا بعيدًا عن مسلسلهما الشهير”.
وعن المعالجة الدرامية للعمل، ذكر زريقان أن الحلقات التي عُرضت، لامست واقع المجتمع اليوم، وبثراء درامي محكم، يجعلنا نطالبهما بتقديم المزيد من الدراما الاجتماعية المعمقة التي تبرز الجوانب الإيجابية لهذا الشعب العظيم.
وبيَّن أن بدايات “طاش العودة” أبرزت الكثير من الملفات التي عملت عليها الدولة خلال الفترة الماضية، منها ملف الفساد، الذي عولج بشكل مثير جدًّا، كما لم يغفل المسلسل عن الإشارة إلى التطورات الأخرى التي حدثت في كثير من القطاعات.
وأكد زريقان أن المسلسل حمل في طياته أيضًا رسائل إلى الرأي العام العالمي حول الوضعية الجديدة التي تعيشها السعودية، وتنطلق من واقع توفير جودة الحياة لقاطنيها.
وعن إيقاع المسلسل قال: ”لم يختلف كثيرًا عن المواسم السابقة، إذ ترتفع الوتيرة في حلقات وتنخفض في أخرى، فأولى الحلقات، على سبيل المثال، كان الإيقاع فيها عاليًا جدًّا، لكنه تراجع في الثانية، وهذا هو الفن، وعمومًا لن نحكم بشكل نهائي إلا بعد أن تكتمل حلقات العمل”.