إعلام التضليل وإعلام التعطيل
ذكرت قبل ذلك أن الإعلام المادح دومًا هو إعلام مضلل، ولا يمكن الاعتماد عليه، فبالرغم من حب النفس البشرية للمديح إلا أن المسؤول الواثق في نفسه لا ينطلي عليه هذا المنهج الذي يتخذه بعضهم للتقرب من المسؤول. فالنقد الذي يظهر الإيجابيات والسلبيات هو الطريق إلى النجاح، وعلينا أن نستنير به. من غير المعقول أن مسؤولًا لا يسأل نفسه لماذا هذا الإعلامي يمدحني دائمًا؟ وهل أنا ملاك لا يخطئ أبدًا؟
لو كل مسؤول سأل نفسه هذا السؤال لعرف الفرق بين الإعلامي الذي يريد له النجاح والإعلامي الذي يريد منه مصلحة!.
أذهب بالحديث إلى الإعلام المعطل للخطط والمشاريع المهمة والمفصلية لأي منظومة، ولعل احتراف اللاعب السعودي خارجيًّا هو أهم ملف أمام الاتحاد السعودي، الذي فشل فيه كثير من الاتحادات ومن ضمنهم هذا الاتحاد في دورته الأولى. تخيل أن لدينا لاعبين محترفين خارجيًّا في ظل هذا الدعم الكبير الذي تنعم به كرة القدم السعودية. شاهدت بعض النقاد في بعض البرامج وهم يتحدثون عن الاحتراف الخارجي وأنه صعب بحجة أن اللاعب السعودي يحصل هنا على مبالغ كبيرة فلن يذهب للخارج. توقعت أنه مع تغير الأشخاص ستتغير الآراء إلا أن الموضوع تم إغلاقه باستحالة احتراف اللاعب السعودي خارجيًّا.
كلامهم صحيح فاللاعب الكبير سنًا ونجومية لن يذهب للخارج فهو مرتاح هنا، وناديه لن يتركه يذهب، ولكن كنت أتمنى أن يفكروا بشكل مختلف، فاللاعب الذي وصل إلى سن الثالث والعشرين أو أكثر ليس هو من يجب ذهابه للخارج، لأنه سيصعب عليه التأقلم والعيش حياة اللاعب المحترف الحقيقي في أوروبا.
فمن يجب أن نركز عليه من هو في سن 14 أو 15 كخطة بعيدة المدى ومن هو في 18 حتى الـ 20 كخطة قريبة المدى ففي هذا العمر لم يصل اللاعب للحصول على عقود كبيرة هنا وأيضًا لم يُستكمل بناؤه فكريًّا وبدنيًّا. عندما يذهب اللاعب إلى نادٍ في سويسرا أو هولندا مثلًا في سن مبكرة وفي ما يسمى بالحاضنات (incubations) سيتم استكمال بنائه بدنيًّا وفكريًّا، فاللاعب السعودي موهوب بالفطرة، ولكنه يلعب بالفطرة لذلك مع معايشته لحياة الاحتراف الحقيقي، سنصل خلال سنوات بسيطة إلى لاعبين سعوديين مكتملين مهارة وفكرًا وجسدًا.
تخيلوا لو ذهب ماجد عبد الله أو يوسف الثنيان أو مسعد أو نور إلى أوروبا وهم صغار لا أبالغ أنه كان بإمكانهم اللعب في أعظم أندية العالم.