المقصود بشخصية
ريال مدريد
أصبحت من العادات السنوية التي تتكرر لنا في كل موسم رياضي هي عبارة “فاز ريال مدريد بشخصيته فقط”، وهذا أمر ظالم ومجحف بحق العمل الذي يتم في النادي، ولكي نقدر هذا العمل علينا فهم معنى الكلمة، من وجهة نظري هو أن الشخصية في كرة القدم عبارة عن خبرات تراكمية، أطلق عليها اسم “الشخصية” عربيًا ويستطيع أي ناد اكتسابها من خلال البناء لسنوات لكي ينجح في دوري الأبطال أو أي بطولة أخرى يملك بها ثقافة وخبرات متراكمة.
دائمًا في ريال مدريد ينسب كل شيء بعد أي فوز بكلمة الشخصية، وهذا أمر منتشر عربيًا بشكل كبير، ولكن هل تذكر من يقول ذلك السنوات التي فشل بها ريال مدريد؟ أين الشخصية التي جعلتهم ينتصرون اليوم؟ الحقيقة هي أن فريق ريال مدريد الحالي فريق لديه خبرات تراكمية كبيرة جدًا قد تكون هي الأعلى في العصر الحالي، حيث من آخر 13 موسمًا في دوري الأبطال حضر الفريق في نصف النهائي 11 مرة، بهذه التجربة تكتسب الشخصية للاعبين وليس بطريقة أخرى.
ريال مدريد نجح وبقوة في بناء فريق، وأدخل عليه عناصر إضافية بشكل تدريجي لتكتسب خبرة تتناقل بين اللاعبين من موسم إلى موسم آخر، وهنا قوة الريال الأساسية، هي أنه امتلك هيكلًا قويًا تغير مرتين بشكل تدريجي استفاد الجديد من القديم، والآن على الطريق للدخول في هيكل جديد أيضًا استفاد من الهيكل الماضي.
لاعبو الخبرة أمثال مودريتش وكروس وبنزيمة وكارفخال ساعدوا كثيرًا أمثال تشاوميني وكمافينجا وفينيسيوس ورودريجو بالدخول بالمجموعة، حتى أصبحوا الآن هم الهيكل الثالث الجديد الذي سيحاول أن يستمر في نقل الخبرات من جيل إلى جيل آخر.
هنا يظهر دور الإدارة بوجود شخص مثل فلورنتينو بيريز كرئيس للنادي منذ عام 2009 حتى اليوم ساعد بشكل قوي للاستمرار بما هو عليه الآن، مستفيدًا من عامل الاستقرار والبناء الاستراتيجي والتصحيح إن أمكن كما حدث في بداية الحقبة، عكس برشلونة الذي يستمر بالتغيير الرئاسي دون استقرار والذي صنع حالة عدم استمرارية واستراتيجيات مختلفة تتغير مع تغير المسؤول والأمثلة عديدة في أوروبا.
قد يخسر ريال مدريد الخبرة التي اكتسبها الآن ويعيد بناء خبرته وشخصيته من جديد وقد يفشل في بنائها، ولن تكون الشخصية التي يشير إليها الناس دون ذكر الخبرات حكرًا لريال مدريد، فالريال غاب عن دوري الأبطال 31 سنة، ثم غاب 11 سنة بسبب عدم وجود الخبرة والعمل الإداري الصحيح بالنادي، وليس بسبب الشخصية التي لم تفد الريال عندما تخبط وغاب لسنوات بسبب سوء من يدير النادي.