طلال والنصر
لطالما تبوأ طلال آل الشيخ موقعًا متقدمًا، بين أولئك المنادين بعدم التشكيك في قرارات التحكيم.. كان هذا طبعًا حين بقى هذا الرجل بعيدًا عن المناصب القيادية في الأندية، فيظهر بين حين وآخر ويقدم حفلات الوعظ عن وجوب الابتعاد التام عن أي احتجاج على الحكم.. كان هذا حينما تستعر ألهبة النيران بعيدًا عن ستائره المتدلية.. كان هذا في زمن لم يكن عند طلال سوى الكلام، والكلام ببلاش.
قبل أيام قليلة خسر فريقه الشباب من الاتحاد في مباراة حافلة بأخطاء تحكيمية كوارثية كانت كفيلة برسم ملامح بطل الدوري، ورغم أن الجميع يعي أن المنافس الحقيقي للاتحاد على اللقب هو النصر وليس الشباب ولأسباب احتاج فيها لمساحة واسعة حتى أفندها، وأشرحها، وكان من يجب أن يتحدث عن الحكم الصربي هو النصراويون وليس إدارة الشباب، لكن على ما يبدو أن المسؤولين عن الأصفر العاصمي فضلوا التزام الصمت وأوكلوا مهمة ما تقوله أفواههم إلى طلال آل الشيخ الذي بالطبع هاجمهم كثيرًا في سنوات مضت بحجة أنهم لا يتركون أخطاء الحكام بلا تعليق، ثم إن طلال لم يكتفِ بالحكم فحسب بل راح أيضًا يوجه اللائمة على لاعب فريقه الذي أهدر الجزائية.. وهذا سلوك لا يعرفه النصر طوال تاريخه.. كانت ليلة كروية صاخبة.. فوز الاتحاد، وبراءة النصر، ومهاجمة الحكم، وتحميل اللاعب مسؤولية الخسارة..
في كل مكان في العالم حينما يخطئ الحكم يجد الأصوات الغاضبة في انتظاره، لكن لا أتذكر أن أحد المسؤولين عن أي نادٍ خرج وهاجم لاعبه لأنه أهدر الجزاء، ثم يأتي بيان النادي ليدافع عن اللاعب.. طارت الطيور بأرزاقها.. اقترب الاتحاد من الدوري، وعرف طلال بالذات ما كان يعانيه النصراويون بالذات، ثم تفرغ للإسقاط على لاعب فريقه في كلام لم يسبقه إليه أحد من العالمين..!!