2023-05-03 | 23:52 سيارات ومحركات

الدراجة الهوائية تخفف حزن الجدة باترسون على فقدان أبنائها
رحلة الألف ميل تعزي الرحّالة الثمانينية

صورة التقطت الإثنين الماضي لمافيس باترسون الرحّالة الإسكتلندية مع درّاجتها الهوائية على مسار رحلة الألف ميل المنتظر إتمامها نهاية الشهر الجاري(تويتر مافيس باترسون)
بريدة ـ محمد الصوينع
مشاركة الخبر      

وضعت جَدّة ثمانينية من منطقة جالوواي، جنوب غربي إسكتلندا، تحديًا شاقًا لجسدها، بغية التغلب على “حزن لا يُطاق”.
وقرَِّرت المرأة، وتدعى مافيس باترسون، في ذكرى ميلادها الـ 85، طيّ أكثر من 1000 ميل “1609 كيلومترات”، بدراجتها الهوائية، مدفوعة بمأساة شخصية مؤلمة.
وطبقًا لتقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، الأسبوع الجاري، عبر موقعها الإلكتروني، ستقود الجَدّة لكل هذه المسافة في منطقتها، تخليدًا لذكرى وفاة أبنائها الثلاثة في غضون 4 أعوام.
وبدأت المأساة برحيل ابنها ساندي عام 2012 بنوبة قلبية، ثمَّ شقيقته كاتي في العام التالي بسبب التهاب رئوي فيروسي، وبعدها الابن الثاني بوب الذي لقي مصرعه 2016 في حادث سير.
وكان الأبناء الثلاثة في الأربعينيات من العمر عندما فارقوا الحياة.
وسبق لباترسون تسجيل رقم قياسي لدى موسوعة “جينيس” عام 2019 كأكبر امرأة سنًا تقطع المسافة بين منطقتي “لاند إند” و”جون أوجروتس”، في بريطانيا، والتي يبلغ طولها 960 ميلًا “1540 كيلومترًا”. وكانت تلك أيضًا محاولة منها للتغلب على مأساة فقدان أبنائها الثلاثة.
وتستغل المرأة العجوز دراجتها لجبر كسرها الداخلي من ناحية، ولجمع التبرعات لصالح مؤسسة “ماكميلان” الخيرية لمرضى السرطان من ناحية أخرى.
وعن ذلك قالت: “عندما أركب الدراجة لا أفكّر في أبنائي كثيرًا، وهذا يساعدني بشدّة، لأن الحزن لا يطاق”.
وأردفت: “عندما ماتوا لم أكن أعرف ماذا أفعل، وركوب الدراجات أعانني على الصبر”. وأوضحت باترسون، التي لديها 3 أحفاد بالغين، أنَّ خوض التحديات بالدراجة يخفف من آلامها ويساعدها على التأقلم، واصفة الأمر بـ “العلاج”. وتابعت: “لا يُمكن لحياتي أن تستمر وأنا أفكر فيهم طوال الوقت”.
وشرعت الجَدّة البريطانية في دعم مؤسسة ماكميلان بعد وفاة والدتها كاثي، وشقيقتها الصغرى ساندرا، بسبب السرطان.
وعلى مدى نحو 20 عامًا، جمعت تبرّعات للمؤسسة عبر خوض تحديات مثيرة مثل ركوب الدراجة لمدة 24 ساعة، وتسلّق قمم الجبال.
وتعلّمت باترسون قيادة الدراجة عندما كانت في السادسة، لكنها كانت تفضل ممارسة رياضة الجري حتى بلغت الخمسين من عمرها، وحينئذ تحوّلت إلى ركوب الدراجات من أجل صحة ركبتيها. وانطلقت رحلة الألف ميل في جالوواي، السبت الماضي، وتخطط الرحّالة العجوز على إتمامها في 28 مايو الجاري.