سيسجل
أوراوا مبكرا
في كل مرة تكثر الغيابات، يؤدي الهلال أفضل من المتوقَّع، وهذا سلوكٌ معتادٌ من الفريق ولاعبيه! ويعود لإحساس الجميع بالمسؤولية، وبذل 100 في المئة من جهودهم.
في مباراة الرياض، كان للهدف المبكر أثرٌ سلبي في اللاعبين، فالفريق بدأ بجدية واضحة، وضغط كبير لدرجة أننا اعتقدنا أن الشوط الأول، سينتهي بثلاثية، لكن ما حصل أن الفريق استسهل المباراة، وظن أنها انتهت، فتراخى اللاعبون، وأصبحوا يقدمون الحد الأدنى من القتالية، ووصل التركيز إلى درجة التجمُّد! حتى معلِّق المباراة، سخر من أول تسديدة تصل للمعيوف معبِّرًا عن حيرته في وصف التسديدة السهلة، وعكس حال المعلِّق “المود” العام للجميع، المغلَّف بسهولة اللقاء، لذا لعب الهلال 20 دقيقة فقط، وبعدها بدأت أخطاء التمرير والتمركز، وجاءت لحظة الحقيقة، وفعل البليهي ما فعل، وحصل الفريق الياباني على هدف دون عناء، وعاد كابوس النهائيات يلوِّح بيده القبيحة، وظهر الارتباك، وانعدمت الثقة، وعرفنا أن التعادل “طيب”، فالأمور تغيَّرت، والرياح صارت في الاتجاه المعاكس.
عجيبٌ أن يفقد فريقٌ، جاء وصيف العالم، الثقة، ويرتبك بمجرد تلقيه هدفًا، أما الحدث المتوقَّع والوارد والمنطقي، فهو تلقي الهلال هدفًا مبكرًا في سايتاما، وأتمنى ألَّا يتفاجأ الفريق من جديد، وأن يتم تهيئة اللاعبين لهذا السيناريو: “سوف تتلقون هدفًا في بداية المباراة، فماذا أنتم فاعلون؟”.
أتوقَّع مباراةً أفضل بعد أقل من 24 ساعةً، وأتوقَّع أن يكون الفريق أكثر جديةً وأكثر تركيزًا، وأتوقَّع أن تنعكس الغيابات بشكل إيجابي على الهلال، لأن عدو الأزرق الأول الاستهتارُ والتعالي والبرود وقلة التركيز.
يجب على دياز عدم التغيير، فغياب لاعبين مهمين يكفي لإرباك المنظومة، ومن الأفضل أن تكون التغييرات في أقل الحدود. أعرف أن الجماهير تطالب بتغييرات جذرية، وإعادة كاريلو وكويلار، وإشراك البطل المغوار، لكن كرة القدم تنتصر للعقل والمنطق من خلال الإبقاء على أكبر عدد من اللاعبين الذين شاركوا في الذهاب.
الهدوء وعدم الاستعجال أول مفاتيح الفوز، أما المفتاح الثاني، فهو مراجعة أسوأ سيناريو ممكن مع اللاعبين قبل المباراة، سواءً بتلقي هدف مبكر، أو احتساب ركلة جزاء ضدهم، أو طرد أحدهم، أو كلها جميعًا. يجب أن يتوقَّع اللاعبون كل شيء كيلا يفقدوا التركيز مع أول هزة، ويخسر الفريق بنتيجة قاسية.