انهيار الريال.. والنصر والهلال
اعتقدنا أن ريال مدريد أكبر من أن يسقط.. اعتقدنا أنه سيعود في أي لحظة حتى بعد أن تلقى هدفين في الشوط الأول، فميزة الريال أنه يتحمَّل الأوقات الصعبة في المباراة، ويخرج بأقل الخسائر، لأنه يعرف أنه سيعود، ويسجِّل، ويتأهل كما يحدث كل عام، لكن الأمور اختلفت العام الجاري، وواصل مانشستر سيتي التسجيل، فخرج الريال بشكل مخيب للآمال.
الجميل في مرارة الخسارة، أنها أعطتنا درسًا في تقبُّل الهزيمة من قِبل لاعبي ومدرب الريال. لم ينفعلوا أكثر من اللازم، لم يقلِّلوا من الخصم، أو ينتقدوا الحكم، بل اعترفوا بتفوُّق سيتي واستحقاقه التأهل إلى النهائي.
أنشيلوتي بعد اللقاء قال: “خسرنا مباراةً، كان الخصم فيها أفضل منا. هذه الهزيمة مجرد خطوة لمحاولة أن نكون أفضل الموسم المقبل”.
هذه الواقعية، وتقبُّل الهزيمة جزءٌ من تحمُّل المسؤولية التي منحت الريال ثقته في نفسه وشخصيته، فلا يمكن أن تتحسَّن وأنت تنفعل أكثر من اللازم عندما تخسر، وترمي بكل مشكلاتك على عوامل خارجية، ثم تأتي لتعاقب الفريق بإعفاء المدرب وتغيير اللاعبين.
عندما خسر الهلال دوري أبطال آسيا، كان الغضب مبالغًا فيه على اللاعبين والمدرب والإدارة، وكأن الهلال لا يخسر! الهلال خسر آسيا أكثر مما حققها، فلا مبرر للهجوم الجماعي على اللاعبين، والمطالبة بتغيير كامل الفريق، ثم الهجوم على الإدارة والمدرب! أما الأسوأ فهو البحث عن ركلة جزاء وعذر، نعلِّق عليه ضياع اللقب.
النصر أيضًا استخدم الأسلوب الغاضب نفسه والهجوم المنفعل ذاته على الإدارة واللاعبين، إلى جانب مطالبات لمسلي بالرحيل، والإبقاء على لاعب، أو لاعبين فقط، أما الآخرون فإنهاء عقود، بالتزامن مع انتظار الفقرة التحكيمية لإثبات الظلم وحالة “من الوريد إلى الوريد” المعروفة!
الموضوع يا سادة يا كرام، أن الخسارة أمرٌ طبيعي في كرة القدم، ويجب أن نتعامل معها بتقبُّل وواقعية، بما يساعدنا في اتخاذ قرارات متأنّية للبناء على المكتسبات التي أوصلت الفريق إلى هذه المرحلة.
الغضب المبالغ فيه أصبح مرادفًا للولاء والحب، فالذي لا ينفعل ولا يغضب ولا يطالب الجميع بالرحيل، لا يحب ناديه كفاية! بل إن جزءًا من الولاء ألَّا تتحمَّل مشاهدة المباراة، لأن مجرياتها تجعل ضغطك يرتفع، والسكر يصل إلى السماء.. ما هذا الولاء؟!