ملايين تقهر الملايين
نعم، ملايين الريالات قد تكون سببًا في قهر ملايين البشر. ففي ظل الدعم الحكومي الكبير لأنديتنا لا أعتقد أننا بحاجة للنظام المعمول به في الانتخابات، فدولتنا، حفظها الله، تدعم الأندية بمبالغ كبيرة، فمليون ريال، بما يسمى عضوية ذهبية، أو أربعة، أو حتى ستة ملايين، لم تعد بذلك التأثير في ظل الصرف العالي للأندية. إحدى المقولات التي نسمعها دائمًا (الأندية ملك للجماهير) فلا تجعلوها (ملكًا لأشخاص) يتحكمون فيها.
لو فكرنا سويًا في إيجابيات وسلبيات هذا النظام، سنجد أن الإيجابية الوحيدة هي دخول مبلغ للنادي، وكما ذكرت آنفًا إنها ليست بالمؤثرة. أما السلبيات فهي كثيرة جدًا، سأذكر بعضًا منها:
ـ حرمان المشجع البسيط من حقه في اختيار إدارته وإعطائه شعورًا بعدم أهميته.
ـ الاختيار عادة لن يكون صحيحًا، فالمعروف في أي انتخابات يكون الانتصار فيها لمن يحصل على أعلى الأصوات من الجماهير، وليس حسب رأي شخص أو شخصين لديهم قدرة مالية.
ـ هذا النظام في حال فشل الإدارة يجعل الكثير من الجماهير تلوم وتغضب من المشرع، وهي وزارة الرياضة بأنها وبنظامها هذا كانت السبب الرئيس للفشل.
ـ شاهدنا منذ زمن شخصيات تظهر وتذكر بأنها ستدمر النادي المنافس، وستجعله ينهار، فماذا لو كان مثل هؤلاء الأشخاص موجودين الآن، ويحصلون على عضويات ذهبية في أندية يريدون تدميرها، فيسيطرون عليها ويدمرونها بالفعل.
أرجو من سمو وزير الرياضة التدخل لتغيير هذا النظام، وجعل الكرة في ملعب الجماهير في تحديد مصير ناديها، فلا يلومون إلا أنفسهم بعد ذلك، علاوة على أن هذا هو المسار الطبيعي والمنطقي لأي انتخابات.
ولعل نموذج الجمهور الأهلاوي خير مثال على كلامي، ولا أخفيكم أنهم من ألهموني بفكرة مقالي هذا، فبعد أن بدؤوا يشعرون بالأمان مع الإدارة الحالية بعودة فريق كرة القدم الأول، والحصول على عدد كبير جدًا من البطولات في معظم الألعاب، يضعون الآن أيديهم على قلوبهم خوفًا من الانتخابات القادمة بتدخل أعضاء ذهبيين وتغيير الإدارة وإحضار إدارة ضعيفة تعيدهم للسقوط مرةً أخرى.
وهذا النموذج يمكن تعميمه على جميع الأندية.
المشجع البسيط، الذي لا يملك الملايين من الريالات، يتمنى أن يكون له صوت في ناديه، الذي يكاد أن يكون مصدر السعادة الوحيد له أو أحد مصادر السعادة القليلة، فلا يتمنى أن يتحول مصدر سعادته إلى مصدر لتعاسته وحزنه وقهره، لا أبالغ في هذا، فهناك الكثير من الجماهير يعتبرون ناديهم (كالماء والهواء) فلا نحرمهم من حقهم في (التنفس) وحقهم في (الارتواء).