الميدان
وإلا (فلا مبروك)
دخلت بطولة دوري روشن المنعطف قبل الأخير، وسط ركض نمر يبدو منهكًا، يلاحقه نصر شرس، يرفض رفع الراية ما زال هناك بصيص أمل، فالاتحاد على أرضه، وبين جماهيره العريضة، بالكاد فاز على الباطن، أول الهابطين إلى الدرجة الأولى، بهدف نظيف، وبمستوى باهت، وأداء يبعث على قلق جماهيره، أما النصر فقد عمل ريمونتادا كبيرة أمام الشباب، حيث قلب تأخره بهدفين إلى فوز بثلاثية.
الاتحاد في الجولة القادمة سيحل ضيفًا على الفيحاء، الذي دخل دائرة الخطر بعد فوز الخليج والعدالة، وبالتالي سيقاتل من أجل الهروب منها، ما يصعب مهمة العميد، ولا سيما وأن المباراة الأخيرة للفيحاء ستكون خارج الديار، هناك في مكة المكرمة أمام الوحدة، الذي يعاني هو الآخر من شبح الهبوط، ولكن تبقى للاتحاد مباراة في حال التعثر في المجمعة للتعويض والتتويج ـ إذا ما كانت الأمور طبيعية ـ أمام الطائي في الجوهرة، بينما النصر بعد الريمونتادا أمام الشباب ارتفعت الروح المعنوية لدى لاعبيه، وأصبح إيقافه من قبل الاتفاق المتراجع، أو الفتح المتقلب، شبه محال.
ذلك داخل الميدان، أما خارجه، فهناك أنباء عن إضافة نقطتين للنصر لردم الفارق بينه وبين الاتحاد إلى نقطة واحدة، هذه الخطوة من وحي الخيال، فكيف يتم منح فريق نقطتين في آخر الدوري، وعلى أطلال قضية مضى عليها نحو عام، ولا سيما وأن لائحة القواعد الإجرائية لمركز التحكيم في كثير من موادها تشدد على البت في غضون شهر على الأكثر، كما جاء في المادة (17/8) والتي تنص على أنه يجب أن يصدر الحكم في موعد أقصاه (30) يومًا من اكتمال ملف المنازعة أمام الهيئة، ويمكن التمديد إلى فترة أخرى، لا تتجاوز شهرًا، بناء على طلب مسبب من الهيئة وبموافقة الرئيس التنفيذي، ذلك بخلاف الوثائق المعززة.
وفق المعطيات المتاحة، من وجهة نظري مع احترامي للجميع، إن النصر إذا أخذ البطولة من الملعب فهو يستحق وله ألف مبروك، أما إذا فاز بها عبر قرار مكتبي، فهو لا يستحقها، وحينها فلا مبروك له، وسيدون ذلك التاريخ لتضاف إلى حالات الإجحاف، التي تعرض لها نادي الاتحاد، أو نادي الوطن، كما سماه الملك عبد الله ـ رحمه الله ـ وكما تردد جماهيره في نشيدها قبل كل لقاء، عبر تاريخه المديد بما لا يخدم مصلحة رياضة الوطن، التي نضعها فوق كل اعتبار.