إعصار
نيوكاسل
قضيت في الرياضة عقودًا طويلة أتابع كل صغيرة وكبيرة في ملاعب العالم، ولكني لم أجد حالة تشبه نيوكاسل يونايتد. صراع مرير على البقاء في الموسم الماضي ثم تأهل تاريخي لدوري أبطال أوروبا. هذا لا يحدث في الأحلام ولا في القصص والأفلام.
ما حدث في نيوكاسل يحدث في المملكة، ولكن بمقياس أكبر ووتيرة أسرع، فنحن في سنوات قليلة حققنا إنجازات عظيمة احتاجت أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة في دول أخرى.
منذ استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على النادي وهو يقفز المركز تلو المركز، إلى أن وصل للثالث بعد أن كان قبل سنة ونصف في المركز الأخير.. هذا كثير.
ضرب نيوكاسل أقوى دوري في العالم بإعصار غير مسبوق كسر الأرقام وغيّر المفاهيم دون مبالغة في الصرف أو الاستقطابات غير الضرورية.
تخيلوا أنه صرف أقل من تشيلسي والمان يونايتد وأرسنال رغم أنه في مرحلة بناء تتطلب الكثير من التعاقدات، ولكنه تعامل بذكاء وحرص وعناية في سوق الانتقالات حيث عزز صفوفه بلاعبين في مراكز معينة تعاني من الضعف دون الدخول في مزيدات على لاعبين لا يحتاجهم أو تعاقدات مع لاعبين “سوبر ستار” لإثبات قوته المالية.
عندما تم الاستحواذ على نيوكاسل اعتقدنا أنها صفقة قوة ناعمة، ولكن الوقت أثبت أنها صفقة استثمارية بامتياز، فالتقديرات تقول أن الصندوق دفع قرابة 350 مليون يورو لشراء النادي، إذا ما أضفنا عليها 180 مليون صرفها على انتقالات لاعبين فنجد أنه دفع قرابة 550 مليون يورو.
قيمة لاعبي نيوكاسل السوقية اليوم قرابة 500 مليون يورو وهو تقريبًا ما يغطي قيمة الصفقة، أما قيمة ملعب سانت جيمس بارك الفخم فتصل لأكثر من 350 مليون يورو، وإذا ما فازت بريطانيا وأيرلندا بحق تنظيم يورو 2028 فإن الملعب سيجلب 120 مليون يورو للمدينة، لأنه أحد أهم الملاعب التي ستستضيف مباريات البطولة.
لن أتحدث عن قيمة براند النادي بعد التأهل لدوري الأبطال، ولا عن حقوق النقل، ولا الرعايات، فالأرقام قفزت بشكل سريع.
كل المبادرات والبرامج والمشاريع في المملكة تنطلق من رؤية 2030 المباركة، من قرأها وفمهما لن يستغرب النجاح والتقدم والرخاء الذي تعيشه البلاد.