الذكاء الاصطناعي في رياضتنا
التخطيط لتطوير كرة القدم السعودية تسويقيًا وفنيًا بالتعاقد مع لاعبين عالميين ومدربين كبار للوصول إلى أفضل 10 دوريات في العالم أصبح من المهم جدًا التركيز على تطوير الأداء الفني للفرق واللاعبين، فالتطوير الفردي للاعبين يساعد على ظهور الفرق بمستويات عالية، وأقصد هنا سرعة اللعب وزيادة عدد الدقائق الفعلية للمباريات، وهذا بالتأكيد بحاجة لعمل كبير على المستوى البدني والتكنيكي والتكتيكي، وهذا الأمر أصبح لزامًا على الاتحاد السعودي لكرة القدم العمل عليه مع الأندية.
الكل يتغنى بالدوري الإنجليزي وسرعته وإثارته، فكل مبارياته مثيرة حتى لو كانت بين فرق المؤخرة. السؤال هنا هل هذا الدوري وصل إلى ما هو عليه بالفطرة أو بالصدفة؟ بالتأكيد لا. أعرف أن من يقرأ الآن سيقول هل تريدنا أن نصبح مثل الدوري الإنجليزي؟ بالتأكيد لن أفرط في التفاؤل، ولكن على الأقل نصل إلى نسبة مئوية معقولة من جمال وإثارة الدوري الإنجليزي. قبل يومين تابعت لقاء للرئيس التنفيذي لطيران الرياض توني دوجلاس، يتحدث عن استخدام الذكاء الاصطناعي وتطبيقه في المشروع، هنا استفزني حديثه للتفكير باستخدام الذكاء الاصطناعي في رياضتنا، وهو ليس بالأمر الجديد فقد بدأت منذ زمن عدد من الدول المتقدمة رياضيًا في كل الألعاب وفي كرة القدم خاصة، ففي كرة القدم الكثير من المكونات القابلة للقياس.
تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي من قبل المحللين والمدربين لتقييم الأداء، حيث يستطيعون معرفة نقاط قوة اللاعبين وضعفهم والتنبؤ بالقيمة النوعية للاعب.
أيضًا وقبل ذلك تستخدم الفرق الطبية نماذج الذكاء الاصطناعي لتحليل الحالة البدنية للاعبين، والكشف عن قدرات اللاعبين على الأداء والمؤشرات المبكرة للإرهاق أو الإصابات الناجمة عن الإجهاد، ما يساعد على تطوير اللاعب بدنيًا، وهذا الأمر نحن بعيدون عنه كثيرًا.
كل ذلك يساعد المدربين في اتخاذ قراراتهم الفنية للفريق عمومًا وللاعبين على المستوى الفردي. هذا يقودنا إلى الفرق بين اللاعب السعودي واللاعب الأوروبي، وأعطي مثالًا هنا بسلمان الفرج، فهو لاعب تكنيكيًا لا يقل عن أفضل اللاعبين في أوروبا، ولكن الفرق هنا بدنيًا، ولتكن المقارنة مع النجم الكبير مودريتش، فسلمان لا يقارن بدنيًا مع مودريتش في القدرة على اللعب أثناء المباراة أو تحت ضغط المباريات المتقاربة، علاوةً على تكرر الإصابات العضلية، وهذا واضح جدًا في سلمان الفرج. فبالذكاء الاصطناعي الذي أعتبره عاملًا مساعدًا وليس هو الأساس طبعًا، نستطيع أن نجعل من لاعب ذي مهارات عالية فقط، وهذا متوفر لدينا، لاعبًا قويًا بدنيًا، فتكتمل الصورة ويصبح لدينا لاعب قوي بدنيًا ومهاريًا.