تخصيص بلا تخبيص

تتدفق عبر منصات السوشال ميديا، ومواقع كبريات صحف أوروبا العتيقة، وحسابات أبرز الوجوه الإعلامية المتخصصة بتناول أخبار كرة القدم، أسماء لاعبين دوليين يمكن وصفهم بالعالميين، قادمين إلى مضارب الدوري السعودي الذي بات رقمًا مهمًا وحيويًا في عمليات انتقالات الصيف.. فما عاد الضوء مخصصًا لأندية إسبانيا وإنجلترا وألمانيا.. خبر شبه مؤكد يقول بأن الأرجنتيني الدولي جوميز لاعب وسط إشبيلية الإسباني، والذي كما يشاع كان قد رفض قبل عامين الالتحاق بالنصر، دخل في مفاوضات جادة مع إدارة ضمك.. وهذا الخبر وحده يكفي لرؤية الصورة بإطارها العريض.
نعم.. الدوري السعودي الآن تجاوز الآفاق العربية والإقليمية وانتقل متعجلًا للاصطفاف بجوار أقوى المنافسات الكروية حول العالم.. دوري عالمي سيستقطب اهتمامات كل عشاق اللعبة في هذه الدنيا.. الآن، الآن نحن بحاجة لاستيعاب التماشي مع مرحلة نشطة ومتقدمة يجب أن يتخطى معها أبناء اللعبة التقليديين وإعلاميوها وأيضًا مشجعوها كل تركة الماضي، وأهمها الغرق في نظريات المؤامرة.. بالطبع المناكفات لن تنقطع وهذا جزء من فلسفة وهوية أجواء كرة القدم، لكن ذلك التوقف وسط أوحال واهمة هو أول ما يستوجب علينا التخلص منه.
إنني أترقب المشهد، متأملًا تغيير لغة يشوبها كلام دائم بلا أدلة وبراهين، وإنما هي فقط تغذية معتادة تنفخ في رماد ميت، وتبحث عن شظايا يلتمس منها الذين ليس لديهم بضاعة سوى اجتذاب المتعصبين.. طبعًا أقصد إعلاميي الفضاء.. إنهم الشيء الوحيد الذي يأتي في بالي عندما أستشعر مدى الخطوات الرياضية الجبارة التي أنتجت التخصيص.. وهل يمكن لحكواتية التخبيص استيعاب التخصيص.. يا ليت..!!