توكل على الله و(سوي الصح)
أحد القواعد الأساسية التي يجب على الإنسان أن يعمل بها في حياته هي قاعدة (سوي الصح).
فالإنسان مجموعة من القرارات التي يتخذها والتي من خلالها تتحدد ماهية حياته وكيف ستكون صفاته؟. وكيف سيحكم الناس عليه؟. وإلى أين سيصل؟. وقبل ذلك كيف سيكون عند المولى عز وجل؟. وهذه الأخيرة للأسف الكثيرون نسوها أو تناسوها متعمدين، فيتخذون قراراتهم بمعزل عنها لأنها حسب تفكيرهم سوف تعطل مسيرتهم في الوصول إلى أهدافهم.
عشان (تسوي الصح) كيف عليك أن تفكر خاصة عندما تجد نفسك أمام خيارات صعبة؟.
على سبيل المثال لو خيرت في أمرين إما أن ينقطع رزقك وإما أن تنذل وتخضع حتى لا ينقطع رزقك فماذا ستختار؟
يبدو السؤال سهلاً ولكنه غاية في الصعوبة خاصة لمن يتعرض له وخصوصًا في هذا الزمن فالمال أصبح سيدًا للموقف لدى الكثيرين، فهناك من هو على استعداد لبيع أي شيء من المبادئ والأخلاقيات في سبيل الحصول على المناصب أو الآلاف والملايين من الريالات. نعود لصاحبنا هذا الذي تعرض لذلك الموقف وماذا سيفعل؟.
الإجابة: (سوي الصح) وهو: أن لا تخضع ولا تنذل لشخص تعتقد أن بيده الرزق بل اخضع وانذل لمن خلق ذلك الشخص وخلق كل شيء وبيده الرزق وبيده كل شيء. فمهما كانت الضغوطات وكان القرار صعبًا فكن مع الله سيكن معك، فقد تخسر المال ولكن ستكسب نفسك وآخرتك. أسألوا من باعوا أنفسهم أو (بلاش) تسألوهم يكفي أن تتابعوهم وستجدونهم يعرضون كل شيء لديهم للبيع فقد باعوا أنفسهم فيسهل عليهم بيع أي شيء.
قد تجدهم في مناصب وقد تجدهم أغنياء بالمال، ولكنهم في قرارة أنفسهم يعلمون أنهم أذلاء فقراء في كل شيء، بالرغم مما يملكونه من مال أو منصب.
ما أعظم أن تكون شامخًا تقف الند بالند أمام أي شخص وما أقبح وأصعب أن تكون (عينك مكسورة) أمام الكثير من الأشخاص.
للأسف تجد شخصًا تافهًا خاليًا من الأخلاق كان يجلس في آخر المجلس بمجرد حصوله على أموال لا يُعرف مصدرها تجده فجأةً يتصدر المجالس بل ويطلق عليه لقب (الشيخ)!.
أمام أي قرار في حياتك (سوي الصح) وإن احترت فاذهب إلى أهل الثقة ليساعدوك.
تستطيع أن تكون غنياً مالاً وذا منصب ولكن عبر (عمل الصح) بقرارات صحيحة وتخطيط سليم لحياتك وليس عبر المذلة والمهانة فكم من غني مالاً وخلقاً وهؤلاء هم من تتخذهم مثلاً لك.
واطرح الدنيا فمن عاداتها
تسفل العالي وتعلي من سفل.