حفلة بيريرا
ما احتفل الهلاليون بلاعب قادم من خارج الحدود لارتداء قميص فريقهم الأزرق، كما فعلوا مع البرازيلي بيريرا العائد إلى بلاده معارًا.. اترك ما تقوله أرقام السوشال ميديا فهذه لها عوالمها الخفية التي لا يعلمها إلا علام الغيوب.. أتكلم عن تحليلات وأتكلم عن حفلات وأتكلم عن شيلات ردحت أنغامها حتى في الأعراس.. جاء بيريرا للهلال وسط زفة لا تنسى ورحل في ليل هادئ بلا ضجيج أو تداعيات أو انتقادات.. كل ما قيل إن القرار كان متوقعًا وصائبًا.. هكذا بكل بساطة.
من حق الجماهير ومن حق الإعلام الاحتفاء بلاعب تعقد عليه الآمال، لكن بيريرا كان مجرد درس صغير في عالم كرة القدم المترامي والمتسع، فنجاح أي لاعب يحتاج إلى عوامل بعضها فنية وبعضها نفسية وبعضها إدارية، لكن الجزم الواثق بأنه سيعيد زمن ريفالينو كما قالوا، والجزم المؤكد بأنه سيقضي في الهلال أجمل أيامه ولياليه هو الذي يحتاج لتعقل وضبط وهدوء ومراجعة الأوراق.
بيريرا لم ينجح، وغادر، ولم يستطع تقديم أي شيء من كل ما قيل.. وما يقال عن بيريرا يقال عن غيره بنفس المقدار ونفس القدر.. طبعًا هناك لاعبون يستحقون المبالغة بالانتظار والاستقبال والاحتفال مثل رونالدو النصر، لأنه لا جدال سيحقق جاذبية مهولة على مستوى العالم أجمع، وهذا بالضبط ما حدث.
احتفلوا بمن يشبه رونالدو، وضبطوا انفعالاتكم وحساباتكم مع من يشبه بيريرا.. فليس كل لاعب يستاهل حفلة استقبال.. هناك من يستحق حفلة وداع.. وكلمات تأبين!.