شعبية النصر
لطالما دار السؤال الحائر في أوساط الرياضيين السعوديين الباحث عن النادي الأكثر جماهيرية.
وبدت كل الإجابات أسيرة وراء أغلال تحركها الميول والرغبات بعيدًا عن أي كلام عقلاني ومنطقي يقرأ واقعية الأرقام بشكل يدعو للفهم والوضوح.. وهذا كلام يبدو أنه سيصبح من إرث الماضي الذي ستطويه الأيام بلا عودة.
نعم لم تكن الصورة واضحة قبل قدوم الأسطورة البرتغالية الحية كريستيانو رونالدو إلى الدوري السعودي ودفاعه عن ألوان نادي النصر.. مرَّ على أنديتنا أسماء كبيرة ومؤثرة بداية من البرازيلي ريفالينو في الهلال، وطارق ذياب في الأهلي، وبيبيتو في الاتحاد.. وكلها كانت وجوه تأتي وترحل.. وعلى طريقة رواية غازي القصيبي الشهيرة “رجل جاء وذهب”.. لكن رونالدو للأمانة غيّر قواعد اللعبة وحسم الأمور كما تحسم أشعة الشمس تواري ظلمة الليل..
هل شاهدت شابًا مغربيًّا عند بيتهم المهدوم بفعل الزلزال مرتديًا شعار النصر ومتحدثًا عن عشقه الجديد؟.. هل تابعت صبيًا إيرانيًّا يافعًا يبكي بحرقة عدم تمكنه من رؤية رونالدو، وكيف تناقلت وسائل الإعلام في بلاده قصة استقبال رونالدو له، لتكتب صحيفة شهيرة في طهران عنوانًا راسخًا بقولها “نادي النصر لكرة القدم والإنسانية”؟.. هل قرأت تغريدة السفير السعودي نايف السديري عن طفل فلسطيني يتوشح قميص النصر السعودي في رام الله؟.. هل سمعت كلام كاتب يميل للهلال يقول في برنامج مباشر الأسبوع الماضي بأن ابنه ذا الميول الهلالية ذهب لحضور مباراة النصر والأهلي من أجل رونالدو.. كان يريد القول إن الحضور الكثيف لمباريات النصر هذه الأيام بسبب رونالدو فقط.. وأنا أريد أن أفهم أن الكثيرين أصبحوا يتنازلون عن ميولهم المتوارثة ويشجعون النصر.. ولا يهم السبب أكان رونالدو أو غيره.. المهم أن الليل ما عاد يحتاج دليلًا في رحيله.. أما النهار فهو الآخر بالتأكيد لا يحتاج دليلًا.. الشمس تكفي..!!