هزيمة حمد الله
منذ الانتقال الدراماتيكي للمغربي عبد الرزاق حمد الله إلى الاتحاد وأنا أحاول جاهدًا استبعاد الصورة الذهنية التي تسكن عقلي الباطن عن سلوكياته حتى لا أكون ظلومًا جهولًا.. أتذكر جيدًا تلك الصورة التي بثها المركز الإعلامي لنادي النصر لهذا اللاعب وشقيقه يتوسطان المشرف السابق على الكرة النصراوية عبد الرحمن الحلافي، في المعسكر الخارجي بعد الموسم الأول من حصول النصر على الدوري الاستثنائي وحصول حمد الله نفسه على لقب الهداف وما أثير حينها من اشتراطات وضعها اللاعب وشقيقه في العقد الجديد، وسط موافقة صادمة من إدارة صفوان السويكت.. كانت هذه الصورة وحدها كفيلة بقراءة مستقبل النصر.
منذ أعلن الاتحاد التعاقد مع المهاجم الأسطوري كريم بنزيما، والبيان الذي رافق الصفقة وكلام رئيس النادي أنمار الحائلي عن الرقم تسعة وكل المتابعين يدركون أن أيام اللاعب المغربي في النادي الجداوي العريق باتت معدودة.. لكن حمد الله استمر، ولهذا الاستمرار تفاسير كثيرة باتجاهات مختلفة.. والخوض فيها يلزمني لشروحات طويلة.. وفي أول مشاركة فعلية متمثلة بالبطولة العربية رفع الغشاء تمامًا عن ما يدور وراء النوافذ المغلقة، ثم عادت الأمور للاستقرار النسبي وبدأ الفريق يحقق نتائج إيجابية في الدوري، والانتصارات في عوالم كرة القدم تخبئ كل العيوب تحت الأرض السابعة، ثم جاءت خسارة الهلال، وعاودت ذات الأصوات ارتفاعها بعدم جدوى وجود حمد الله مع بنزيما، وأخيرًا كشف الأهلي المستور وانتصر وخرجت أصوات اتحادية معروفة ومسموعة وتقولها بكل وضوح.. تقول إن بقاء حمد الله لم يكن فنيًّا بقدر ما كان نكاية بالنصراويين وخوفًا من تبعثر الأوراق في وقت مبكر، ورفضًا لهزيمة قضية حمد الله في وقت يتربص فيه أنصار النصر لهذه الخطوة حتى تتعالى صرخاتهم مجددًا مستعيدين ذات الكلمات والخطابات والعبارات التي تجعل من حمد الله مجرد قضية خاسرة لا تحتاج سوى للأيام الحبلى بالمرارة لتكشف سوءتها أمام الجميع.
يعيش الاتحاد كما يتردد الآن فصولًا هزلية مع اللاعب المغربي قبل الفترة الشتوية، ولا يعرف مسيروه طريق الخلاص المناسب حتى لا تنتهي فصول المعركة بخسارة مخزية.
يأتي الشتاء محملًا بالمطر، والثلوج البيضاء، وشيء من نوايا مثخنة بالسواد.. وإلى ذلك الوقت ستبقى رحى الأقاويل والتسريبات تنشط في دهاليز نادٍ يسعى جاهدًا لتجنب هزيمة محتومة مهما كان القرار من أصحاب القرار..!!