الأهلي
والحكم
تابعت مباراة الهلال والأهلي للاستمتاع بكرة قدم مليئة بالإثارة والقوة والتحدي وصراع النجوم، وانتصر الفريق الأزرق كما كانت أغلب الترشيحات تمنحه النقاط الثلاث.
الفوز الهلالي في مباراة محلية ليس حدثًا غريبًا، وبالذات إذا كان المنافس الأهلي، فهذا الأهلي يدخل عادة أمام الهلاليين مرتبكًا ومتزعزعًا ومتوترًا وخائفًا من الهزيمة المنتظرة.. وبعد نهاية اللقاء تابعت أيضًا آراء الأهلاويين حول آثار النتيجة، وتفاجأت للأمانة بأن أغلب الأصوات المرتفعة كانت توجه اللائمة صوب حكم المباراة.. والحقيقة التي لا يمكن تغييبها أن المواجهة لم تشهد قرارات تسمى في مصطلحات التحكيم بالمؤثرة، باستثناء احتساب ركلة جزاء أهدرها المهاجم الصربي..
لماذا خسر الأهلي..؟ بالطبع الإجابات كثيرة، والسبب أن الفوارق بين الفريقين هي أيضًا كثيرة سواء داخل الملعب أو خارجه.. وأقصد بخارجه المدرب والجمهور والإعلام..
فنيًا وعناصريًا يبدو الهلال أكثر قوة في كل المراكز، وهنا ترفع الأقلام وتجف الصحف.. المدرب الهلالي جيسوس حتى وإن كان لا يحظى بدعم مطلق في الهلال إلا أنه أكثر خبرة وإمكانيات في التعاطي مع المعارك الكبرى من نظيره الألماني الممسك بزمام الأمور الفنية في الأهلي.. هذا المدرب قصير التجربة لا يعرف كيف يدافع في وقت الدفاع، ولا يعرف كيف يهاجم في وقت الهجوم، فيبدو دائمًا كما يقول المثل الشعبي “معايد القريتين”، فمثلًا حينما استعان بفراس البريكان تركه يغرق على الطرف، فيما البريكان متمكن أمام المرمى ولا يجيد الضغط وفتح المساحات والانطلاق السريع كأدوار مهمة للجناح في الأوقات الضيقة.. وفي الدفاع نسي هذا المدرب أن القوة الهلالية تكمن في العمق الهجومي، المنطقة التي تركها المدرب الألماني خاوية على عروشها بلا اهتمام أو تخطيط أو إغلاق محكم..
خسر الأهلي من الهلال بالثلاثة لأنه خسر قبلها من النصر بالأربعة ومن الفتح بخماسية.. هل يحتاج الأمر لتوضيح أكثر أم دفاع أكبر عن الحكم..؟