تكنولوجيا
صناعة الأبطال ـ 5
كيف نبدأ: تحدثنا في المقالات الأربعة السابقة عن الأسس الرئيسة التي يمكن من خلالها صناعة واكتشاف رياضيي النخبة من سنواتهم المبكرة، وتناولنا تأثير عامل الجينات الوراثية، وكيفية مساعدة الطفل لاختيار رياضته المفضلة، وعرجنا على الوقت الذي من المفترض أن يقضيه الرياضي بشكل عام والأطفال بشكل خاص في التدريب خلال جميع مراحلهم العمرية، مرورًا بالتضحيات التي يجب أن تستعد لتقديمها أسرة هذا الطفل ليصبح بطلًا يُشار له بالبنان.
وبعد ذلك، نوضح في هذا الجزء الخطوة الأولى الطبيعية في مشوار صناعة البطل، تبدأ من البيت، حيث فيه يتم اتخاذ القرار الأول لهذا المشروع؟ الذي لا يمكن بدونه أن تتم صناعة البطل (إلا في حالات نادرة جدًّا). ولذلك، بعد أن يقرر الوالدان أو أحدهما بأن طفلهما أو طفلتهما يجب أن ينخرط في النشاط الرياضي لصحّته العقلية والبدنية، عن طريق المدرسة أو عن طريق المراكز الرياضية التي تستوعب جميع الأطفال وتشجعهم على الاستمتاع بالرياضة والسعي ليكونوا في أفضل حالاتهم، سواءً في منتزهات الترامبولين، أو مراكز الجمباز، وفي سن أكبر قليلًا يمكن أن يلعب كرة السلة في ملعب كرة سلة ـ ترامبولين للنجوم لممارسة حركات نجوم كرة السلة العالميين، وكرة القدم وألعاب الدفاع عن النفس وكرات المضرب بأنواعها، فيكتسب بالتالي المرونة والمهارة والتوافق العضلي العصبي. وبهذه الطريقة يمكن تعريف الأطفال بشكل عام بعالم الرياضة المذهل. ومن يدري، ربما سيجدون رياضة يستمتعون بها حقًا، ومن ثم يتم ضمهم للأندية المتخصصة، ثم للمنتخبات الوطنية ليصبحوا من رياضيي النخبة، رياضيين أولمبيين!
من المهم وجود مثل تلك المراكز التي تساعد في إلهام الأطفال للاستمتاع بالرياضة، على أيدي متخصصين، لذلك إذا كنت تعتقد أن طفلك يمكن أن يستفيد من يوم من الرياضة والتحفيز، فأحضره إلى أي من هذه المراكز، ليبدأ مسيرته المحتملة في مشوار البطولة والإنجاز. وبالتالي، من المهم أيضًا انطلاق صندوق التنمية الرياضية لدعم نشر المشاريع الرياضية الخفيفة، بالتعاون مع الجهات العامة والخاصة لتفعيل استغلال الحدائق والمرافق العامة، بل واستغلال الأراضي الفضاء القابعة داخل النطاق العمراني. (وهذا خارج نطاق مسؤولية الأسرة طبعًا).