شبيه رونالدو
تابعت أمس وأمس الأول، ما أثاره هدف الأسطورة رونالدو السينمائي في مرمى الأخدود، وكيف وجه هذا الحدث الكروي العابر أنظار شخصيات إعلامية عالمية صوب منافسات دوري روشن السعودي، وأجزم أن هذا واحد من أهداف عديدة ينشدها السعوديون من وراء بناء مسابقات كروية مبهرة، يتردد صداها في العالم كله.
في وقت كهذا كنت أمني النفس أن تتزحزح المناكفات الضيقة ولو قليلًا عن المشهد، لكن هناك من تتحكم ميوله وهواه في كل قراءاته للصورة العامة، فكثيرون هبوا للأرشيف بحثًا عن أهداف مشابهة للهدف الكريستياني من أجل القول فقط إنه شيء لا يستحق الاحتفاء به لتشويه فكرة التعاطي معه كلقطة استثنائية بسبب النادي الذي ينتمي له رونالدو لا أكثر ولا أقل.
نعم هناك أهداف تشبه هدف رونالدو وهناك أيضًا أشياء كثيرة يفعلها رونالدو ويفعلها غيره، لكن الفارق هو الصدى، فرونالدو يجني الآن ثمار ما غرسه طوال عشرين عامًا من عطاء وإبداع وحضور، وهذا شيء يسير من حقوقه على المستوى الفردي، وكذلك من حقوق ناديه النصر الذي ارتبط به وارتبط بالطبع بتاريخه وإرثه وكل ما يدور حوله، فالنصر تعاقد مع رونالدو الذي يلعب ويسجل، وأيضًا تعاقد مع رونالدو الذي يتردد كل ما يفعله في العالم كله، وأجزم مرة أخرى أن هذا هو المكسب العميق للمشروع الكروي السعودي الذي صار وفي وقت قصير محل اهتمام جل الإعلام الرياضي في جميع أصقاع الدنيا.. وللأسف هناك من يسجل محاولات يائسة وبائسة في الانتقاص من نجم جاءنا متدثرًا بالتاريخ، وحينما يغادرنا سيكون قد أضاف لنفسه تاريخًا جديدًا ساهمنا كسعوديين في كتابته..
رونالدو شيء من نجاحات مشروعنا، بعيدًا عن الباحثين عن أهداف تشبه أهدافه، فالإنجازات لا تقاس بالشبه.. تقاس بالأصل..!!