تكنولوجيا
صناعة الأبطال - 8
أتممنا في الحلقات السابقة من هذه السلسلة “التي ستنتهي في الحلقة العاشرة بإذن الله”، رحلة اكتشاف وصناعة البطل الرياضي منذ طفولته وحتى وصوله إلى مرحلة النضج والاستعداد لتقديم نتائج مميزة، بالتالي انخراطه في قائمة رياضيي النخبة في المنتخبات السعودية ومحاولة تقديم الإنجازات القارية والعالمية لوطنه.
وهنا يجب أن نتناول كيفية استغلال الموهبة الناشئة ذات الانضباطية العالية، ووضعها على طريق البطولة والإنجاز، وقد تناولنا الدور الأساس الذي يلعبه “البيت” و”الأسرة” والمدرسة والمجتمع المحيط باللاعب، ونبدأ الآن بتناول دور المؤسسات الرياضية التي من شأنها الأخذ بيد هذه الموهبة للوصول إلى مستوى رياضيي النخبة وتحقيق البطولات.
في هذه المرحلة يتمُّ دعم الموهوب فنيًّا ومعنويًّا وماديًّا، ووضعه في استراتيجية واضحة، بالتعاون بين النادي واتحاد اللعبة واللجنة الأولمبية، توضح للاعب الشاب مسيرته بمراحلها المختلفة، حيث يبدأ بفهم طبيعة المنافسات التي سيخوضها، والفارق بين مسابقة وأخرى، ومفهوم الاحتراف الرياضي، إلى جانب اكتساب التثقيف اللازم الذي سيساعده في إكمال مسيرته بنجاح، فالنادي أو المركز الرياضي الذي يحتضن الموهبة، يجب أن يتعامل مع الموهوب بوصفه مشروعًا وطنيًّا، وليس مجرد لاعب، هدفه تحقيق بطولة محلية، وهذا لن يحدث إلا بمتابعة صارمة من اتحاد اللعبة، الذي يجب عليه التنسيق مع جميع الأندية، ووضع سياسة قوية لحماية هذه المواهب الوطنية الواعدة.
كل ذلك لن يتأتَّى إلا بوجود استراتيجية شاملة، تطلقها اللجنة الأولمبية، بالتنسيق مع الاتحادات الرياضية، استراتيجية لها حصانة وحماية من التغيير الذي قد يطرأ عليها كلما حدث تغيير في القيادات الرياضية التي تدير اللجنة الأولمبية، أو اتحاداتها الرياضية، استراتيجية تُبنى على الاستحقاقات القارية والعالمية المقبلة، وليس بعد سنة وسنتين أو أربع! بل تُبنى على ما هو أبعد من ذلك بكثير، تبنى على استحقاقات مقبلة بعد 15 سنةً وأكثر، وسأتحدث عن ذلك بالتفصيل في الحلقة المقبلة بإذن الله.