بنزيما ورونالدو
بشيء من الحزن والألم، تابعت متحسرًا ما قاله كثر من الاتحاديين بحق الأسطورة الفرنسية كريم بنزيما عقب الخسارة الموجعة أمام النصر بخماسية يوم الثلاثاء الماضي، وبالطبع لا أقصد صوت المشجع العادي، وإنما أولئك الذين تصدروا المشهد كنقاد ووجوه تملك الملاءة الكافية تاريخًا وحضورًا في مواقع إعلامية وقيادية داخل النادي التسعيني.
كان أنصار الاتحاد يمنون النفس باستمرار سيطرتهم على مواجهاتهم مع النصر، خاصة عقب التجاذبات والصراعات المفتوحة طوال الخمس سنوات الأخيرة، والتي وصلت أشدها عقب قضية المغربي عبد الرزاق حمد الله.
وما يهمني في هذا كله، هو نوعية الرماح الموجهة لجسد بنزيما وأساليب الهجوم الغريبة التي طالت نجمًا كبيرًا لم يمض على تتويجه بلقب أفضل لاعب على مستوى العالم كله عامًا واحدًا.. خسر الاتحاد وراحت أصواتهم تتعالى وتحمل بنزيما المسؤولية كاملة، وتنتقص منه بطريقة مزعجة لدرجة أن اللاعب نفسه هرب من السوشال ميديا ثم خرج مدربه الشخصي يدافع عنه ضد سيل الهجوم العنيف..
والحقيقة التي لمستها أنهم لا يعرفون بنزيما وأسلوبه وطريقته خاصة حينما راحوا يقارنون بين ما يفعله بنزيما في الاتحاد وما يفعله رونالدو في النصر، متجاهلين الفوارق الشخصية والسلوكية بين النجمين الكبيرين..
بنزيما في ريال مدريد هو نفسه بنزيما في الاتحاد.. لاعب يتصبغ بالهدوء واقتناص الفرص والبحث عن الهدف طوال الوقت.. أضاع مع الريال عشرات الأهداف المحققة وأضاع ضربات جزاء.. وهذا أمر وارد جدًا في كرة القدم.. رونالدو شخصية مكتظة بروح التحدي والعنفوان.. وهذه أموره لا يفترض مطالبتها والبحث عنها في بنزيما لمجرد أنه أهدر فرصة أو أخفق في بلنتي..
ثم أن التعامل داخل البيت الواحد لا يكون بطريقة واحدة.. فالأب مثلًا لا يعامل ابنه الكبير كما يعامل ابنه الصغير كونه يعرف أن الكبير لديه تجربة وافرة في الحياة بينما الصغير يحتاج من يتكلم معه ويعلمه.. كلاهما في نظر الأب أبناؤه.. لكن هناك فرق بين الصغير والكبير..
رونالدو شيءٍ وبنزيما شيء مختلف تمامًا..
الكلام عن بنزيما شيء والكلام عن هارون كمارا شيء مختلف تمامًا.. نعم كلهم لاعبون.. نعم كلهم أبناء النادي.. لكن هناك فرق.. كما هو الفرق بين الهزيمة من النصر والهزيمة من ضمك.