استبعدوا ولم يرفضوا!
في سابقة لم تحدث في العالم أجمع فجّر الإيطالي مانشيني مدرب منتخبنا الوطني بالتفاهم مع اتحاد القدم السعودي مفاجأة لم تكن في الحسبان، تمحورت حول انسحاب ستة لاعبين من المنتخب الذي خاض البارحة مباراته الافتتاحية أمام عمان في كأس آسيا في الدوحة، ما أثار الكثير من التساؤلات حول توقيت إعلان المدرب.
اللاعبون من جهتهم بادروا مباشرة إلى الرد في منصة “إكس” على المدرب الإيطالي مانشيني، ونفوا كل الاتهامات التي وجهها لهم، ما أدخل الوسط الرياضي في مواجهات أساسها “التعصب”، وأقصد التي أيدت قرارات المدرب دون أن تسمع وجهة الطرف الآخر، ما قد يتسبب في “إصابة قوم بجهالة”!.
العقلاء تحدثوا واتفقوا أن ما حدث خطأً إداري يتحمله الاتحاد السعودي لكرة القدم، ومعه إدارة المنتخب التي فشلت في إدارة الأزمة واحتوائها وساهمت في إثارتها بعد أن تحدث عنها الإيطالي مانشيني في المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة عمان، وهو حدث لا يصنع الاستقرار ولا يستقيم مع الحكمة والمنطق التي يجب أن يكون عليها اتحاد القدم في ظل هذه المرحلة الحرجة.
وزارة الرياضة شريك مهم في إدارة كرة القدم السعودي والمنتخب السعودي جزء من مسؤولياتها بالتنسيق مع اتحاد القدم، ما أثار الاستغراب عن غياب دورهم الإيجابي في حل الأزمة التي بدأت قبل شهرين، ولم تكن وليدة اللحظة، ما يطرح الكثير من التساؤلات أين المرجعية الرياضية فيما يحدث؟!.
تاريخ المدرب الإيطالي مانشيني مليء بالإشكاليات مع كثير من النجوم في الأندية التي دربها، ودائمًا ما تكون علاقته باللاعبين متوترة وهو ما يحدث الآن مع نجوم منتخبنا في ظل إدارة ضعيفة، ومترجمين غير متخصصين في اللغة الإيطالية، وهي لغة المدرب الأساسية ما قد يتسبب في سوء فهم عند الترجمة!.
اتحاد القدم ارتكب خطأً آخر نحو التخلي عن مسؤوليته حينما أحال القضية إلى لجنة الاحتراف، وهو أمر لا يستقيم مع الأنظمة لأن اللاعبين الستة المذكورين لم يرفضوا الانضمام للمنتخب، وإنما استبعدوا لرؤية خاصة بالمدرب.
وعلى دروب الخير نلتقي.