كثرت سكاكينه
ذهب منتخبنا إلى "الدوحة" بعيدًا عن الترشيحات للمنافسة على اللقب، الذي كان التصنيفُ يميل فيه لصالح كلٍّ من «اليابان، وكوريا الجنوبية، وإيران، وأستراليا»، لكنَّ الأداء المتصاعد لمنتخبنا، جعلنا نرفع سقف الطموح، فأصبح الغالبية منَّا، ينتظر العودة بالكأس إلى أرض الوطن، لكنَّ كرة القدم لا تخضع للتوقعات والتمنّيات، لذا خرجنا بمرارة من ثمن النهائي على يد أحد المرشحين، ومن لحظة الخروج توقَّعت تطبيق المثل القائل: «إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه».
«مانشيني» نال نصيب الأسد من أسنّة الرماح التي سُلِّطت عليه لأسبابٍ، يتحمَّل بعضها، مثل تصريحاته المتناقضة، وتبديلاته العجيبة، وخروجه قبل نهاية ركلات الترجيح، لكنَّ ذلك لا يلغي عمله العظيم في خلق منتخبٍ ذي شخصيةٍ محترمةٍ على الرغم من تأخر التعاقد معه، وصعوبة اختيار النجوم مع وجود ثمانية أجانب.
كان منتخبنا جميلًا، ويبشِّر بالخير، ويمكن أن نبني عليه لمستقبلٍ مشرقٍ بإذن الله، لذا أتمنى استمرار المدرب لإكمال عقده على الرغم من «كثرت سكاكينه».
«الاتحاد» السعودي لكرة القدم، لم يسلم من سهام النقد التي وصلت إلى حد التجريح، ونسف جميع إنجازاته، ومن أبرزها بناء علاقاتٍ قويةٍ مع الاتحادين الدولي والآسيوي، وصناعة مسابقاتٍ مميزةٍ، وتطوير منظومة العمل على الرغم من بعض الأخطاء التي تشوب أي عملٍ بشري، فبنظرةٍ شاملةٍ على عمل الاتحاد المميَّز، أتمنى إنصافه، إذ يُعدُّ من أفضل الاتحادات المواكبة لـ «رؤية 2030»، وسنجني ثمار عمله في المستقبل القريب، بدلًا من «كثرت سكاكينه».
تغريدة tweet:
الجماهير الرياضية بطبيعتها عاطفيةٌ في أحكامها، فتغضب، وتنتقد بشدة، وتنسف المنجزات مع أول إخفاقٍ، لكن الإعلام الرياضي يُفترض أن يكون أكثر عقلانية ومنطقية، فيقيس الأمور وفق معطيات وحقائق، يحكمها العقل أكثر من العاطفة، وبعيدًا عن الميول الرياضية للأندية، لذا توقعت أن يكون التعاطي مع خروج المنتخب شاملًا للإيجابيات قبل السلبيات، ويقيني أن الهدوء بضعةَ أيامٍ سيجعلنا نضع الأمور في نصابها الصحيح بعيدًا عن الانفعال والتشنُّج، فالحكمة مطلبٌ في التعاطي مع القرارات الاستراتيجية مثل تجديد الثقة بالاتحاد والمدرب، أو المطالبة برحيلهما. وعلى منصات الوعي نلتقي.