محمد المسحل ـ الرياضة الجامعية
الفترة الجامعية، في حياة الرياضي الموهوب، هي تلك المحطة التي تعمل للحفاظ على موهبته، واستغلالها أيضًا لإثراء الرياضة الجامعية بشكل عام، وأحيانًا، هي محطة لإعادة بعض المواهب الرياضية للحياة من جديد، وإعادة اكتشافها.
الرياضة الجامعية في الدول المتقدمة رياضيًا، تشكل رافدًا فنيًا وعلميًا واقتصاديًا مهمًا للقطاع الرياضي والشبابي، بل ولها ثقل إعلامي كبير ومؤثر في الوسط الرياضي، يتحدث عنه جميع متابعي الوسط الرياضي باهتمام وشغف، وهناك آليات لاتفاقيات تعاون بين الجامعات والمؤسسات والأندية الرياضية، سواءً بانخراط الرياضيين في الدراسة الجامعية، أو بانتقال الطلبة الجامعيين الموهوبين رياضيًا للأندية الرياضية المختلفة، وأنا بهذا، أتحدث عن جميع الرياضات، وليس كرة القدم فقط، بل قد تكون كرة القدم في هذا الموضوع، هي آخر الرياضات التي قد ألمّح لها، وذلك لطبيعة وآلية اكتشاف اللاعب الموهوب فيها، والتي عادةً تبدأ بسن مبكرة جدًا، غالبًا ما تحيد باللاعب عن الانخراط في الدراسة الجامعية.
توجد في أغلب جامعاتنا السعودية، بُنى تحتية رائعة، يمكن من خلالها، تنظيم بطولات على أعلى مستوى في كثير من الرياضات، وذلك من خلال مسابقة دوري الجامعات الذي لا نعلم إن كان موجودًا أو موقوفًا، خاصةً وأننا لا نسمع عنه في وسائل الإعلام أي خبر وبشكل مطلق. ويوجد في بعض الجامعات أيضًا كليات للإدارة الرياضية، نسمع عن مناهجها الأكاديمية وعن بعض المناشط التي ينظمونها من معارض ومؤتمرات، ولا نسمع عن أي إضافات مؤثرة لبحوثهم في مجال الرياضة، بمختلف أبعادها.
حريّ بوكالة التعليم الجامعي في وزارة التعليم، واتحاد الرياضة الجامعية «إن كان موجودًا حتى الآن» أن يقوما بالعمل على قفزة نوعية في مجال الرياضة الجامعية، نقلة تستغل وجود مئات البُنى التحتية في الجامعات، لتنشيط مئات الآلاف من الطلبة والطالبات الذين تتراوح أعمارهم بين 18-25 عامًا، وذلك لإنشاء رياضة جامعية ذات زخم إعلامي، تنتج لنا لاعبين ولاعبات ذوي مستويات رياضية مميزة، بل وتنتج لنا قياديين جامعيين ممارسين للرياضة بشكل شبه محترف، وليس مجرد طلبة وطالبات كانوا يمارسون الرياضة كمجرد هواية، ومن ثمّ يصبحون قياديين في المؤسسة الرياضية بمفاهيم نظرية بعيدة عن الواقع.