لماذا الهلال..!*
لا يمكن لأي متابع لدوري المحترفين السعودي، لهذا الموسم، أن يتخطى أو يتغاضى عن كمية الأخطاء التحكيمية، التي استفاد منها الهلال بشكل غير مسبوق في تاريخ كرة القدم، ومع أي فريق، مهما كانت قوته، كبرشلونة أو ريال مدريد، هذا كان مثار استغراب كثيرين، وبالذات المحايدين، لماذا تحدُث مع الهلال، وبهذه الكمية من الأخطاء المتتالية..!
الأخطاء التحكيمية، التي استفاد منها الهلال، لا شك الهلال كنادٍ ليس مسؤولًا عنها، بقدر ما هي مسؤولية اتحاد القدم ودائرة التحكيم، اللذين فشلا فشلًا ذريعًا في معالجة ذلك، بل الأخطاء تتكرر من مباراة إلى أخرى بطريقة أثارت «السخرية» من قبل متابعي دوري المحترفين السعودي من خارج السعودية، وظهر ذلك في تعليقاتهم والمقاطع الفكاهية التي ينتجونها بعد كل مباراة، ولاقت رواجًا كبيرًا لدى الجماهير، إلا أنها لم تُحرك ساكنًا لدى مسؤولي التحكيم لأجل تصحيح المسار، وتحقيق العدالة المطلوبة من كل الأندية، التي تتنافس في دوري المحترفين.
الأصوات، التي تتحدث عن أخطاء التحكيم لصالح الهلال، بدأت تتزايد، ولم تعد مقصورة على الإعلاميين والجماهير، بل تحدَّث عنها النجوم السابقون، مثل محمد نور وسعد الحارثي ونايف هزازي، وحتى بعض مسؤولي ومدربي الأندية، الذين فاضت بها قلوبهم، ولم يعد «تكميم» الأفواه مجديًا إزاء ما يحدث في مباريات الهلال، وتذهب الأندية الأخرى «ضحية»، نتيجة تلك الأخطاء..!
وزارة الرياضة، ومعها اتحاد القدم، مطالبين بالتدخل، وتصحيح الوضع الحالي، الذي لا يليق بمنافسات صُرف عليها المليارات من قبل الدولة، وتظهر بهذا الشكل، الذي يُغيب العدالة بين الأندية المنافسة، بسبب أخطاء تحكيمية بدائية، حتى بوجود تقنية الفار، ما يعني لزامًا على الوزارة واتحاد القدم التحرك السريع، واتخاذ إجراءات حازمة، تُعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، حتى لا نصل لمرحلة لم يعد للتصحيح مكانًا فيها..!
ختامًا، وبشكل عام، أي منظومة تحتاج إلى الرقيب الذاتي في كل ما تقدمه من عمل، وإذا غاب فإن الأنظمة مهما كانت صرامتها ودقتها لن توقف الفوضى والأخطاء وهدر الحقوق، وعلى دروب الخير نلتقي.