2024-04-19 | 17:21 قصص رياضية

ألونسو.. ابن بيريكو وجار أرتيتا.. دافع عن العمالقة وأزاح المارد

جدة ـ محمود وهبي
مشاركة الخبر      

بات الإسباني تشابي ألونسو، مدرب فريق ليفركوزن الألماني الأول لكرة القدم، على بُعد خطوات قليلة من كتابة المجد، على الرغم من نعومة أظافر مسيرته التدريبية، فهو يستهدف ثلاثية تاريخية، بعدما حسم صراع «البوندسليجا» وأزاح المارد البافاري عن عرشه، ليقود ليفركوزن نحو لقبه الأول في الدوري الألماني تاريخيًّا، كما أنَّه بلغ نهائي كأس ألمانيا مع ترشيحات كبيرة كونه سيواجه كايزرسلاوترن من الدرجة الثانية في العرس الختامي، إضافة إلى تجاوزه وست هام ووصوله إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي، الخميس.
ولا بد للمتابع الرياضي أن يعرف ألونسو تمام المعرفة، فهو كتب المجد لاعبًا عبر تمثيله 3 من عمالقة أوروبا، أي ليفربول وريال مدريد وبايرن ميونيخ، وكتب معهم الكثير من الإنجازات الجماعية والفردية، كما أنَّه كان ركيزة أساسية في الجيل الذهبي للمنتخب الإسباني الذي تُوّج بكأس العالم 2010، وبيورو 2008 و2012، لكن حياته قبل ذلك كان فيها الكثير من المحطات الجميلة أيضًا، محطات أطلقت عنان الطفل الباسكي، الذي تحوّل إلى أحد أساطير العصر الحديث لكرة القدم.
ووُلد ألونسو عام 1981 في مدينة تولوسا، الواقعة على نهر أوريكا في محافظة جويبوزكوا في إقليم الباسك، وهي مدينة صغيرة يصل تعدادها السكاني اليوم نحو 20 ألفًا، وتبعد 27 كيلومترًا عن سان سيباستيان، معقل ريال سوسيداد، النادي الذي لعب له ميجيل أنخيل ألونسو، والد تشابي المعروف بـ «بيريكو»، الأمر الذي وضع أمام تشابي حلمًا أوّل، وهو السير على خطى والده، وارتداء قميص ريال سوسيداد.
وأمضى تشابي الأعوام الستة الأولى من حياته في مدينة برشلونة، إذ انتقل والده من ريال سوسيداد إلى العملاق الكاتالوني عام 1982، ومن ثم عاد تشابي مع عائلته إلى إقليم الباسك، وبدأ تعلقه بكرة القدم على شاطئ «لا كونشا» في سان سيباستيان، وتأثرت هذه العلاقة بانخراط المقربين منه بهذه الرياضة، بدءًا من والده بيريكو، وأخويه ميكيل الذي لعب لريال سوسيداد، وجون الذي عمل في مجال التحكيم، إضافة إلى الصداقة القوية والقديمة التي تجمعه بميكيل أرتيتا، مدرب أرسنال الحالي، إذ كان الأخير جار تشابي في سان سيباستيان، وكانا يمضيان الكثير من الوقت على رمال لا كونشا وهما يركلان الكرة لبعضهما بعضًا، ويستعرضان إمكاناتهما، ولو أن تشابي قرَّر منذ تلك الأيام بأن يكون ممررًا وصانعًا للعب، على عكس والده الذي عرف بقوة تسديداته وقدرته على التسجيل.
وكان لألونسو وأرتيتا هدف مشترك، وهو الوصول إلى ريال سوسيداد، فانضما إلى نادي أنتيجوكو المغمور، وهناك أُعجب كشافو ريال سوسيداد بألونسو، فانضم إلى فريقهم الثاني عام 1999، ومن ثم الفريق الأول عام 2000، فيما أُعجب كشافو برشلونة بأرتيتا، فانتقل إلى أكاديمية لا ماسيا، ولعب مع فريق برشلونة الثاني، إلا أنّه لم يمثّل الفريق الأول، وأمضى الفترة الأطول من مسيرته خارج إسبانيا، لا سيما مع إيفرتون وأرسنال في إنجلترا.
واستمرت العلاقة القوية بين تشابي وأرتيتا، على الرغم من الطرق المختلفة التي سلكاها، إذ عادت الجيرة لتجمعهما عام 2005، بعد انتقال تشابي عام 2004 إلى ليفربول، وإقناعه أرتيتا في العام التالي بالانتقال إلى إيفرتون، أي غريم ليفربول في المدينة، وسكنا على مقربة من بعضهما بعضًا في المدينة الإنجليزية.
أما عن حياته الشخصية، يُعرف ألونسو بتعلقه الكبير بعائلته، فهو متزوج من ناجوري أرانبورو ولهما 3 أولاد، وقد قرَّر في عام 2008 عدم السفر مع ليفربول لمواجهة إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا، للبقاء مع زوجته أثناء إنجابها لولدهما الأول.
إرث تشابي ألونسو مع كرة القدم يكبر ويكبر، فهو بلا شك أحد أبرز من أنجبتهم إسبانيا رياضيًّا، لكن بالعودة إلى مسقط رأسه، أي مدينة تولوسا، فهي أنجبت والده بيريكو وأخاه ميكيل، وخوانما ليلو، مساعد المدرب بيب جوارديولا في مانشستر سيتي، وأندريس تودوري، رئيس اتحاد ألعاب القوى الإسباني في الخمسينيات والستينيات، وإيبون أوربايتا، بطل إسبانيا 12 مرة في التجديف، لكن الرمز الرياضي الأول في تولوسا، بالنسبة للـ 20 ألفًا الذين يسكنون هناك، هو تشابي ألونسو، ولقصته وإرثه تتمة في الأعوام المقبلة.