من هو الإعلامي؟
سؤال طالما تكرر بشكل عام، وفي الوسط الرياضي بشكل خاص، وطالما تلقّب به الكثير من الأشخاص الذين لا يهدفون للعمل بالحقل الإعلامي، بقدر ما كانوا يرغبون باستغلال هذه الصفة لتحقيق أهداف أخرى لا علاقة لها بالإعلام، بطريقة أثرت سلبيًا على مستوى العمل الإعلامي الرياضي، وعلى حقوق منسوبيه الحقيقيين.
فيبقى السؤال: من هو الإعلامي؟.
هل هو ذلك الذي يعمل في مؤسسة إعلامية؟ أم الذي يعمل لحسابه الشخصي في منصة تواصل اجتماعي؟ أم أي شخص يحصل على ترخيص أو عضوية من عضويات الاتحادات والجمعيات الإعلامية المختلفة؟ أم هو ذلك الحاصل على كفاءة علمية تؤهله للعمل في هذا الحقل والحصول على هذا اللقب؟ أم هي تلك الشخصية المشهورة التي تتربع على منبر إعلامي شهير يؤثر على الرأي العام؟ أم ذلك الشخص الذي قضى معظم أيام حياته في كواليس نقل الخبر وإدارات التحرير؟ وهل لذلك «الإعلامي» الذي حصل على هذا اللقب أي حصانة أو حقوق تُذكر؟ وهل مسألة اكتساب صفة «الإعلامي» لا تتطلب سوى أن ينوي الشخص أن يكون كذلك؟ أم أن هناك متطلبات وإجراءات وخطوات ومؤهلات تعطيه هذا الحق بالحصول على هذه الصفة واستحقاقاتها؟.
أسئلة كثيرة تدور في فلك تعريف «الإعلامي» منذ سنوات، ولا زالت، ومن المؤكد أن الإجابة على مثل هذه التساؤلات، لا يمكن أن تتم بمجرد كتابة رأي، فضلاً عن العمل على مشروع شامل لحوكمة العمل في هذا الحقل الحيوي والهام. وحتى ذلك الحين، أرى أن العمل على رفع المستوى المهني للكثير من الإعلاميين المبتدئين، أو أولئك الذين يرغبون بالعمل في هذا الحقل واكتساب هذه الصفة، أن يكون هناك دورات تدريبية متخصصة ومكثفة، يتخللها عمل ميداني مكثف، وتثقيف مهني وقانوني عالي المستوى، لمعرفة الثقل الذي تحمله تلك الصفة، ومدى أهمية المهنية والمصداقية العالية التي يجب أن يتمتع بها ذلك «الإعلامي»، وأما مسألة الترخيص والعضوية والحوكمة، ستكون بعد ذلك قد تم تطبيقها على خامات واثقة ومثقفة، ومؤهلة للعمل في ذلك الحقل الهام والحساس، وتحمل مسؤولياته بكل اقتدار.