الرابعة بتوقيت جوارديولا
يقترب مانشستر سيتي من كتابة تاريخٍ جديدٍ في كرة القدم الإنجليزية، الممتد لـ 135 عامًا، إذ لم يسبق لها أن عاشت تحت سيطرة فريقٍ واحدٍ، لكنَّ الواقع بات مختلفًا، والقصة أصبحت مألوفةً للغاية الآن حيث تلعب فرق الدوري الإنجليزي الممتاز 38 مباراةً، ويفوز مانشستر سيتي باللقب في نهاية الطريق.
هذا الإنجاز سيُسجَّل بالمقام الأول لبيب جوارديولا الذي رفع كل المعايير. وقد اكتشف أرسنال وليفربول، أنه يمكنك القيام بكل الأشياء الصحيحة، لكنك ستظل دائمًا مقصِّرًا أمام مانشستر سيتي بيب جوارديولا الذي لا يرحم عندما يتعلَّق الأمر بالضغط والركض حتى الجولات الأخيرة.
بيب جوارديولا على وشك الفوز بـ «البريميرليج» السادس خلال آخر سبعة أعوامٍ، في أعلى مستويات الجودة التي شهدتها كرة القدم الإنجليزية طوال تاريخها، ومع ذلك سيظل الكثيرون يحاولون إقناعك بأن السبب الرئيس وراء ذلك هو المال، وهذا أمرٌ خاطئ فقد توفرت الأموال لآخرين، لكن لم يستطع أحدٌ منهم أن يفعل ما فعله جوارديولا.
من شبه المؤكد أن الدوري الذي يفتخر بالقدرة التنافسية، وأنه الدوري الأفضل بالعالم، سيكتشف بحلول يوم الأحد أن هناك فريقًا سيفوز بهذا الدوري للمرة الرابعة على التوالي، والسادسة في آخر سبعة أعوامٍ.
الدوري الرابع على التوالي سيخلِّد بيب جوارديولا ومانشستر سيتي إلى الأبد في قائمة عظماء الكرة الإنجليزية، إلى جانب ليفربول الثمانينيات، ونوتنجهام براين كلوف، ومانشستر يونايتد السير أليكس فيرجسون، وأرسنال الذي لا يقهر بقيادة أرسين فينجر، وتشيلسي مورينيو، والآن أصبح لدينا مانشستر سيتي بيب جوارديولا الفائز بالدوري أربع مرَّاتٍ متتاليةً، وسأضيف إلى القائمة ليفربول يورجن كلوب أحد أعظم الفرق التي لعبت في إنجلترا، لكن لسوء حظه كان هناك بيب جوارديولا.
من هنا سأنطلق. لتقدِّر عمل بيب جوارديولا في مانشستر سيتي، شاهد مَن كان منافسه المباشر. الألقاب الأربعة لم تأتِ كما فعل بايرن في ألمانيا، أو باريس في فرنسا، أو يوفنتوس في إيطاليا، بل أتت بتنافسيةٍ عاليةٍ، ومعايير وصلت إلى درجة أن التعثر في ثلاث مبارياتٍ بالتعادل، أو الخسارة يساوي خسارة لقبٍ.
لذلك يجب أن نقدِّر عمل جوارديولا في مانشستر سيتي أكثر من أي وقتٍ سابقٍ.