مانشيني.. ماذا ننتظر أكثر من الثالث؟
أخفق الاتحاد السعودي لكرة القدم، في تحقيق واحد من أهدافه التي أعلن عنها في مؤتمر القطاع الرياضي، والذي كان تصدر مجموعته في التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة إلى كأس العالم 2026، بعد خسارته من الأردن على أرضه وبين جماهيره حل المنتخب السعودي ثانيًا، وتراجع في التصنيف الآسيوي للمستوى الثالث، للمرة الأولى التي يصنف فيها المنتخب السعودي من فرق القارة المتوسطة، منذ أن فاز بكأس آسيا 1984، والأخضر يعتبر واحدًا من كبار القارة، اليوم، لم يعد كذلك، بات في مستوى واحد مع أوزبكستان، وخلف قطر والعراق، وبعيدًا عن إيران واليابان وكوريا، اليابان التي هزمناها قبل أقل من عامين مع الفرنسي رينارد.
الكل يتقدم، الكل يتطور، ونحن نتراجع، للأسف لم يعد السؤال لماذا المنتخبات الآسيوية تتطور، بل بات لماذا نحن نتراجع، ونسقط بشكل فني متسارع؟
مانشيني، مازال مصرًا على 3-5-2، الطريقة التي لا تتناسب مع تشكيلة المنتخب السعودي، ولا قدرات لاعبيه الهجومية، والمشكلة أنه مصر عليها ويرفض تغييرها، بعناد ومكابرة، يريد أن يغير طريقة لعب المنتخب التي كانت ناجحة لحد كبير.
لا يلعب أي فريق في الدوري السعودي بطريقة مانشيني، تقريبًا قلة هي المنتخبات التي تلعب بهذه الطريقة، والتي عادة ما تعاني من مشاكل في الهجوم، وتعوض ذلك بالدفاع، نحن لا نعاني من قلة في المهاجمين، ولا ضعف في قدرات لاعبي الوسط المتقدمين، مانشيني لا يرى ذلك، يعتقد أن التركيز على الدفاع هو الطريقة المثلى، فكر قزم المنتخب السعودي حتى أمام المنتخبات المتوسطة.
من البديهي أنه لا بد من تغيير طريقة اللعب، أو تغيير المدرب، الاستمرار على الخطأ لن يقود لتصحيحه إطلاقًا، المدرب ذاته لا يساعد على ذلك، بدايته غير الجيدة مع لاعبيه، والخروج السريع من كأس أمم آسيا، يجعل الأمور مقلقة، وبدت ملامحها بمستوى هزيل وخسارة هزيلة أمام الأردن، ولن تتوقف عند ذلك.
خسارة الأردن، جرس إنذار، لأنها تعطي مؤشرات سلبية وتحتاج وقفة ومراجعة جادة.. لماذا خسرنا على أرضنا لأول مرة من منتخب عربي.. منذ سنوات؟ ما الذي حدث لنستحق ذلك؟ لماذا تراجعت هيبة الأخضر حتى يخسر من الأردن؟
الإصرار على طريقة معقدة، ومع أوقات قصيرة للتجمع، ونقص في المباريات الودية الدولية لن يكون في صالح الأخضر، ناهيك عن التغييرات المستمرة في التشكيلة، وعدم الثبات على واحدة، حتى على الأقل تتشرب طريقته بشكل أفضل.
كرتنا مليئة بالمواهب، والأسماء الجيدة، تحتاج فقط إلى مدرب يعرف ذلك، ويضع طريقة لعب تناسب هذه الإمكانات، لا مدرب يأتي بخلفية تدريبة محددة، ويود تطبيقها بالقوة، وبعناد لا مبرر له.
مانشيني يصر على عدم تغيير طريقته، ربما من الأفضل تغييره هو.