حتى لا يتكرر فشل 2014 مجددا
بكل أسف يعيش المنتخب السعودي الأول لكرة القدم واحدًا من أسوأ مراحله منذ عام 1983، عندما بدأت الكرة السعودية تتعرف على منصات البطولات، والإنجازات.
فشل الأخضر حتى في تصدر مجموعته في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، وحلّ في المستوى الثالث ليقع في مجموعة بالغة الصعوبة، مع الصين وأستراليا واليابان، والبحرين وإندونيسيا، حلم التأهل الذي كنا نعتقده سهلًا بعد رفع عدد المنتخبات المتأهلة للضعف، بات صعب المنال، ويحتاج لعمل كبير، يفوق قدرة القائمين على الأخضر حاليًا.
بدا من الواضح أن طريقة الإيطالي مانشيني لن تجدي نفعًا مع المنتخب، ولكن مشكلتنا لا تبدو مع مانشيني فقط، وإلا لكانت سهلة، هي مع المنظومة التي اختارت مانشيني من الأساس، مدرب فشل في التأهل مع إيطاليا لكأس العالم، فكيف سيتأهل معنا.
خمس سنوات، بالكاد حقق المنتخب السعودي التأهل لكأس العالم 2022، وفشل في كأس آسيا، وخرج مبكرًا.
بعيدًا عن مشاكل اللجان، وعملها في الدوري، والقرارات الغريبة التي كان آخرها تقليص قوائم الأندية لـ25 لاعبًا، الأمر أكبر من الأندية، ويطال سمعة الكرة السعودية التي تراجعت كثيرًا، لدرجة يعجز فيها عن الفوز على الأردن، لا أحد يريد تكرار تجربة اتحاد 2013، الذي قاده أحمد عيد، وفيها فشل المنتخب السعودي في عبور حتى الدور الأول من التصفيات الآسيوية 2014، وخرج من بطولتي أمم آسيا من الدور الأول في 2015، ناهيك عن بطولتي خليج انتهت بلا منجز، لا أحد يريد تكرار تلك السنوات العجاف.
بات من الضروري التحرك بسرعة، وأن تقوم الجمعية العمومية بدورها وتحاسب مجلس الإدارة الحالي على ما يحدث للمنتخب السعودي، نحترم ياسر المسحل، ونقدر عمله وخبرته، ولكن الأمر أكبر من الأسماء، فالمنتخب السعودي بلا هوية، وعدم الحراك السريع قد يقود للمزيد من التراجع.
حتى المنتخبات السنية لا توحي بأن هناك من يملك القدرة على تعويض الجيل الحالي، فما يقدمه سعد الشهري مع المنتخب الأولمبي لا يقل سوءًا عما يقدمه مانشيني مع المنتخب الأول، وحال منتخب الشباب بالسوء ذاته.
لا نعاني من نقص في المواهب، أنديتنا تعج بهم، ولكنهم لا يجدون من يسعى للحفاظ عليهم، وتطويرهم، لهذا تنتهي بسرعة، على سبيل المثال لاعب بقدرات مصعب الجوير عانى من التجاهل من سعد الشهري أكثر من مرة، وقس عليه عشرات اللاعبين.
مع غياب دوري تحت 23 سنة، وخفض سن درجة الشباب لأقل من 18 سنة، بات الخطر يهدد عشرات المواهب، خاصة وأن قائمة كل فريق باتت 25 لاعبًا فقط منهم 10 لاعبين أجانب، وأربعة حراس، ليكون الباقي 11 لاعبًا فقط.
الخطر الأكبر أن يأتي كأس آسيا 2027، ولا نجد اللاعبين القادرين على منافسة المنتخبات الآسيوية، ناهيك عن الفوز باللقب، الفكرة لم تعد لماذا المنتخبات الأسيوية تتقدم؟، بل لماذا هي تتقدم ونحن نتأخر؟، كل عام يكون أسوأ من العام الذي سبقه.
ومع ذلك لا نشاهد اتحاد الكرة يتدخل لعلاج الخلل، بل يساهم بقراراته في زيادته، السؤال: هل حان وقت تدخل الجمعية العمومية؟، بلا شك وبشكل عاجل، أي تأخير سيكون العلاج معه أصعب.
مجددًا، نحترم ياسر وفريقه ولكن المرحلة المقبلة تحتاج لانتفاضة، ودماء جديدة، دماء هدفها المنتخب قبل أي شيء آخر.