إسبانيا وفرنسا.. هويتان متناقضتان خلف هدف واحد
تجمع المواجهة الأولى في الدور نصف النهائي من كأس أوروبا «يورو 2024» بين المنتخب الإسباني الأول لكرة القدم، الذي قدّم أداءً هجوميًا لفت الأنظار، وفاز بجميع مبارياته، وسجل عدد الأهداف الأكبر في البطولة، ونظيره الفرنسي المتهم بالعروض المملة، والانتصار دون إقناع.
ويسعى «الماتادور» لمواصلة تألقه والتأهل إلى المباراة النهائية للمرة الرابعة في مسيرته، كما يتطلع للثأر من خسارته أمام «الديوك» في نهائي دوري أمم أوروبا 2021.
والمنتخب الإسباني هو الوحيد الذي حقق الفوز في جميع مبارياته خلال البطولة، مستهلًا مشواره بإسقاط كرواتيا 3ـ0، ثم إيطاليا، حامل اللقب، بهدف دون رد، وألبانيا بالنتيجة ذاتها، محققًا العلامة الكاملة في دور المجموعات.
وفي ثمن النهائي تغلب على نظيره الجورجي 4ـ1، واصطدم ضمن دور الثمانية بألمانيا، في مباراة وصفها كثيرون بـ «النهائي المبكر»، واستطاع الفوز 2ـ1، بفضل هدف قاتل سجّله ميكيل ميرينو، لاعب وسطه، خلال الدقيقة قبل الأخيرة من الوقت الإضافي.
وأصبح أكثر المنتخبات هزًا للشباك بواقع 11 هدفًا، والأعلى تهديدًا لمرمى المنافسين بـ 102 محاولة.
ويواجه مدربه الإسباني لويس دي لافوينتي مهمّة صعبة، مع اضطراره لإجراء تعديلات في التشكيلة لمغادرة بيدري، لاعب الوسط، البطولة مصابًا، ولافتقاده جهود داني كارباخال، الظهير الأيمن، وروبن لو نورماند، قلب الدفاع، للإيقاف. ومن المتوقع دخول ناتشو، المنضم حديثًا للقادسية السعودي، التشكيل خلفًا للو نورماند، والزجّ بخيسوس نافاس، البالغ 38 عامًا، محل كارباخال.
كما يتنافس داني أولمو وميكيل ميرينو على تعويض بيدري في خط الوسط، وسيشارك أحدهما إلى جوار فابيان رويز ورودري.
وتصطدم رغبة المنتخب الإسباني الأكيدة في التأهل للنهائي بقوة نظيره الفرنسي، وصيف بطل كأس العالم 2022.
وعلى الرغم من عدم تقديم المنتخب الفرنسي العروض المنتظرة منه، وعجزه عن تسجيل أي هدف من اللعب المفتوح، لكنه نجح في الوصول إلى هذه المرحلة بفضل الدفاع القوي.
ووصل أبناء المدرب الفرنسي ديدييه ديشامب إلى نصف النهائي بثلاثة أهداف فقط، اثنان من نيران صديقة، وواحد عن طريق ركلة جزاء، فيما لم تتلق شباكهم سوى هدف وحيد من علامة الجزاء أيضًا.
ويدخل بطل نسختي 1984 و2000 المباراة بصفوف مكتملة، بحثًا عن الوصول إلى النهائي للمرة الرابعة.
ويعود أدريان رابيو، لاعب الوسط، بعد انتهاء إيقافه، وسيكون متاحًا للمشاركة، ويُرجَّح إدخاله أساسيًا، وكذلك زميله المهاجم كيليان مبابي، قائد المنتخب، الذي طمأن ديشامب الفرنسيين عليه خلال مؤتمر صحافي عقده الإثنين، بعدما اضطر لاستبداله أمام البرتغال في ربع النهائي، لشكواه من الإرهاق، إلى جانب معاناته أصلًا من كدمة في أنفه المكسور.