جولة الديربيات
«التفكير خارج الصندوق» موهبة من الله للمبدعين الذين يفكرون بطريقة غير نمطية فيحققون نتائج مبهرة، ويمكن القول إن غالبية الإبداع والإنجاز البشري جاء نتيجة «التفكير خارج الصندوق»، ولكن بعضهم يبالغون فيخرجون هم وأفكارهم خارج الصندوق فتنعكس الفكرة بشكل سلبي عكس ما كانوا يتمنون، ولعلنا بانتظار نتاج فكرة جديدة اسمها «جولة الديربيات».
حين تواصل معي الإعلامي المميز «سعد السبيعي» في الشقيقة «الشرق الأوسط» لإجراء تحقيق حول فكرة «أسبوع الديربيات»، في البداية ذكرت بأن الأمر حدث بالصدفة وأن القائمين على الجدولة أرادوا تحويل الصدفة إلى فكرة متعمدة، ولكن كثيرين أكدوا أن الأمر متعمد من الأساس بحيث تم توجيه القرعة إلى وضع الهلال في مواجهة النصر وفي الجولة ذاتها يواجه الأهلي جاره الاتحاد، والحقيقة أن الفكرة تنافي أساسيات التسويق والاستثمار، لأنها قلصت جولات القمم من 12 جولة إلى 10 جولات فقط لأجل فكرة «جولة الديربيات».
فهناك 12 مباراة في الدوري تجمع فريقين من الأربعة الأكثر جماهيرية كان بالإمكان توزيعها على 12 جولة متفرقة ومتباعدة لمنح كل مباراة الزخم الإعلامي الذي تستحقه، ولكن جمع مباراتين منها في الجولة نفسها يفوت فرصة عظيمة للإعلام والجماهير للاستمتاع والحديث عن المباراتين بشكل منفصل، بل إنني أكاد أجزم أن المباراة الأولى ستسلب الضوء من المباراة الثانية خصوصًا إذا تخللتها أحداث دراماتيكية تستحق أيامًا لتغطيتها، الواقع أن صانع القرار حرم الإعلام والجماهير من جولتين ممتعتين من أجل «جولة الديربيات».
تغريدة tweet:
بحسب متابعتي لم ألحظ قيام أي رابطة من الدوريات الخمسة الكبرى بتجميع المباريات القوية في جولة واحدة، لأن الفكرة باختصار تتنافى مع أبجديات التسويق الرياضي، ولا أتوقع أن القرار قابل للتعديل، ولكنني على يقين أن الفكرة لن تتكرر في المواسم القادمة فنحن ننشد التطور الذي سيجعل الدوري السعودي الممتاز ضمن أفضل 10 دوريات بالعالم، وهو أمر يحتاج إلى أفكار أفضل بكثير من «جولة الديربيات»، وعلى منصات التطوير نلتقي،