2024-07-22 | 23:15 قصص رياضية

مرة أخرى.. وبالحربي.. الشباب بين فكي القطبين

الرياض ـ الرياضية
مشاركة الخبر      

شكلت مفاوضات لاعبي الشباب من قبل قطبي الكرة السعودية الهلال والنصر مسارًا في تحديد العلاقات بينهما، فتارةً تنبئ عن قوة العلاقة في حال انتقال لاعبين شارفوا على الاعتزال، وأخرى توتّرها إذا كان اللاعب الشبابي في وهج عطائه، ويذهب الأزرق مع الصفقات الشابة والأصفر مع المتقدمين في العمر بلغة «الغالبية».
بدأ مسلسل انتقالات لاعبي الشباب إلى حي العريجاء وهنا نحدد الأبرز من خلال الهداف خالد المعجل الذي لعب للنصر في نهاية الثمانينيات الميلادية، وكان يحاول أن يكسر احتكار النجم التاريخي ماجد عبد الله للقب هداف الدوري السعودي، وخطفه منه عام 1982 برصيد 22 هدفًا، وتمنى بعد ارتدائه شعار الأصفر أن يشكل ثنائيًا مع ماجد لكن لم يكتب لمساعيه النجاح، فلعب موسمًا واحدًا لم يترك بصمة خالدة فيه قبل أن يعلق حذاءه.
تجربة النصر مع لاعبي الشباب كررتها إدارة النادي في بداية الألفية التي حملت أيامها نهاية الجيل الذهبي الشبابي، فساروا على غرار هدافهم السابق، يتقدمهم فؤاد أنور وفهد المهلل وصالح الداوود مستثمرين «الخط السريع» بين حيي الصحافة والعريجاء الوسطى واعتزلوا مرتدين شعاره، وتوقف في منتصف الخط ذاته سعيد العويران بعد تعثر المفاوضات في اللحظات الأخيرة، لكنه بعد الاعتزال أصبح مشجعًا للفريق الأصفر وكأنه لعب فيه دهرًا..
ولم تشكل تلك الانتقالات حينها صدعًا في العلاقات النصراوية ـ الشبابية، كون إدارة الثاني كانت تبحث عن تجديد عرين «الليث» بجيل آخر يحمل اللواء.
الهلال سبق النصر في استقطاب أبناء الجيل الشبابي الذهبي، لكن الفكرة أجهضت قبل أن ترى النور، وفشلت وساطة الأسطورة يوسف الثنيان في إقناع إدارة النادي بالتعاقد مع «أبو الحطات» أو عبد العزيز الرزقان كونه ماهرًا في تطبيق مقولة يرددها أهل اللعبة «أنت وضميرك»، وأبطلت الصفقة بسبب أطراف عدة واعتزل اللاعب، في نهاية التسعينيات الميلادية، لكن الهلال أعاد الكرة واستقطب أبناء الجيل اللاحق للذهبي، وهما عبد العزيز الخثران وعبد الرحمن العصفور لكنهما لم يسجلا النجاح اللافت.
الصفقات الشبابية ـ النصراوية في التسعينيات الميلادية لم تكن «رنانة» فنيًا كون اللاعبين في ذلك الوقت تسلموا الراية الأخيرة في سباق الملاعب ورموها في البيت الأصفر، لكن الهلال غيّر مسار الصفقات الشبابية وخطف القائد الصغير في العمر حينها وأحد مؤسسي الجيل الشبابي الجديد عبد اللطيف الغنام عام 2004م في صفقة هزت الأوساط الرياضية وشكلت فارقًا في صفوف الهلال، وأغضبت الجماهير الشبابية، والتي لم تكن لها ردة فعل موازية حين انتقال الرباعي «المخضرم» إلى النصر.
انتقال الغنام أحدث شرخًا في العلاقات الشبابية الهلالية يومها، لكن الأزرق لم يتوقف عنده بل أتبعه بلاعبين آخرين منهم ناصر الشمراني وهتان باهبري وعبد الله الحمدان، وختمها بحسان تمبكتي التي أعادت إلى الأذهان صفقة الغنام في صداها وأعادت توتّر العلاقات من جديد وعلى إثرها أقيلت إدارة النادي الشبابي برئاسة خالد الثنيان.
وقبل ذلك وتحديدًا عام 2008 غازل الهلاليون أحمد عطيف عندما كان في ربيع عطائه واختاروه ليلعب في مباراة اعتزال النجم سامي الجابر أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي وارتدى القميص الهلالي لكن أغلق باب المفاوضات سريعًا.
وجاءت صفقة عبد المجيد الصليهم، لاعب وسط فريق الشباب، لصالح النصر لتشكل مفترقًا في توتر العلاقات، لكنها لم تصل إلى ما حدث في صفقتيّ الغنام وتمبكتي وكانت أقل وطأة على الشبابيين، وحتى انتقال الدولي عبد الله الخيبري إلى الصفوف الصفراء لم تحظَ بأصداء واسعة، فحينها لم يبزغ نجمه كما فعل مع فريقه الجديد.
وقبل انطلاق الموسم الجديد يتصدر اسم الدولي متعب الحربي «24 عاما» قائمة المطلوبين في النصر والهلال، في حال انتقاله للأول فسيكون أهم صفقة شبابية للنصر، ولكن إن ذهب للهلال فإنه سيجدد جروح عشاق الليث.