الثقافة القانونية
حين نستمتع بمشاهدة مباراةٍ في كرة القدم، نعرف بالتأكيد قوانين اللعبة، فندلي برأينا، ونقوم بتقييم أداء الحكم بناءً على المعلومات التي يعرفها الغالبية منا، حتى إن بعضنا يقترح التبديلات التي يجب أن يقوم بها المدرب، لأننا باختصارٍ «نفهم كورة»، لكنْ حين نأتي للقرارات الانضباطية، لا يكون للغالبية منا رأي خاصٌّ فيها، لأننا باختصارٍ لا نملك «الثقافة القانونية».
صحيفة «الرياضية» بقيادة رئيس تحريرها «بتال القوس»، تقدِّم مبادراتٍ إعلاميةً متميزةً، كان آخرها تخصيص زاويةٍ يوميةٍ، يطلُّ من خلالها الخبير القانوني «ماجد قاروب» بمقالةٍ تخصُّصيةٍ. وفي كل يومٍ، يقدِّم لنا «أبو عبد الرحمن» طبقًا إعلاميًّا شهيًّا عن جانبٍ من جوانب القانون الرياضي، فمرَّةً يحدِّثنا عن تركيبة المنظومة القانونية في الرياضة، وفي أخرى يكشف لنا الفوارق بين اللجان القانونية المختلفة، وتارةً يسلِّط الضوء على القانون والمرأة الرياضية، وتارةً أخرى يفنِّد لنا المخالفات والعقوبات، وهكذا نحن موعودون بوجبةٍ يوميةٍ من «الثقافة القانونية».
أملي كبيرٌ في أن تستمر هذه الزاوية، لتسلِّط الضوء على القضايا القانونية في الموسم المقبل أثناء وقوعها، فنحن نفتقد الرأي التخصُّصي الموضوعي في هذا الجانب الدقيق والمهم من رياضتنا، وعلى الرغم من ضرورة فتح المجال للآراء المختلفة إلا أننا في حاجةٍ للاحتكام للرأي المتخصِّص عند الحديث عن القضايا الشائكة التي يُشبعها الإعلام طرحًا، فتخرج عن إطارها، وتتحوَّل إلى مادةٍ إعلاميةٍ مثيرةٍ للجدل في ظل غياب «الثقافة القانونية».
تغريدة tweet:
ولضمان مزيدٍ من «الثقافة القانونية»، نتمنَّى من اللجان القضائية في الاتحاد السعودي لكرة القدم نشر جميع اللوائح والأنظمة للمجتمع الرياضي، فنحن في زمن المعلومة الرقمية التي لا تحتاج إلى طباعةٍ وتوزيعٍ بما يتبعها من أعباءٍ إداريةٍ وماليةٍ، بل نحن في حاجةٍ إلى رابطٍ بسيطٍ، يدخل بنا إلى عالم القانون الرياضي، فقد تطور فكر المتلقي بالوسط الرياضي، وأصبح قادرًا على استيعاب المعلومة متى ما تمَّ توفيرها، لذا نأمل من جميع اللجان تمكين الراغبين في الحصول على المعلومة القانونية بكل يسرٍ وسهولةٍ.. وعلى منصات القانون الرياضي نلتقي.