جيسوس بديلا لمانشيني
أؤمن بالتريث والتأني والدراسة المستفيضة قبل اتخاذ القرارات في كل مجالات الحياة، إلا في المجال الرياضي، لأن القطار الرياضي سريع جدًّا ولا يحتمل التأخير، فالتريث يعني مزيدًا من التراجع، والتأني يؤدي إلى ضياع الفرص، واستغراق الوقت في الدراسة المستفيضة يؤول إلى الإخفاق.
لربما لو خسرنا أمام الصين التي منيت شباكها بسباعية نظيفة من اليابان، لكان صدر قرار إقالة مانشيني ولربما تعيين جيسوس بديلًا له، ولكن لماذا ننتظر حتى نخسر لنتخذ القرار المناسب؟ فمن الواضح أن المنتخب لا يسير في الاتجاه الصحيح مع المدرب الإيطالي، ولكن من الواضح أيضًا أن صاحب القرار لا يملك الجرأة لاتخاذ القرار.
إن الفوز على الصين جاء باجتهاد فردي ومن كرتين ثابتتين استغلهما بامتياز البطل حسن كادش الذي حفظ ماء وجه مانشيني، أما فنيًّا فالمباراة بتجرد كانت لمصلحة الصين فلقد سيطروا وهددوا مرمى العويس غير مرة، ولعل ما زاد الطينة بلة التصرف الأرعن من كنو الذي استحق الطرد ويجب أن يساءل ويحاسب عليه.
ولكن بواقعية إقالة مانشيني لن تحل كل المشاكل، ولكنها حل سريع ومؤقت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فهو ليس كل المشكلة وإنما هو جزء منها، فاتحاد الكرة بقراراته الغريبة يتحمل الجزء الأكبر من المشكلة فمانشيني من الأساس ليس خيارًا مناسبًا، كما أن الكرة ممارسة ولاعبي المنتخب لا يمارسون اللعب بانتظام، إذ إن غالبيتهم يلعبون كاحتياطيين في أنديتهم في ظل قرار رفع عدد الأجانب إلى عشرة دون حلول لزيادة ساعات لعب المحليين، ليس ذلك فحسب، بل وتقليص عدد القائمة إلى خمسة وعشرين إضافة إلى إلغاء الدوري الرديف.
ولعل الأهم من ذلك بصراحة نحن في الوقت الراهن لا نملك نجومًا بمعنى الكلمة في ظل غياب المواهب وعدم نجاح البرامج المختلفة لتوليد وصقل المواهب مثل الابتعاث وأكاديمية مهد ودوري المدارس فلا نرى مخرجات لهذه البرامج التي أتمنى أن يعاد النظر في طريقة عملها، فالأفكار جميلة، ولكن من الواضح أن تنفيذها غير جيد.
عمومًا كل التوفيق نتمناه لمنتخبنا في المرحلة القادمة.