2024-09-25 | 15:48 قصص رياضية

ليوناردو.. ابن القرية احتضنته العزباء.. ويترقب انطلاقة الساحر

الرياض ـ إبراهيم الأنصاري
مشاركة الخبر      

لا ينسى البرازيلي ماركوس ليوناردو، مهاجم فريق الهلال الأول لكرة القدم، مضايقة والده له خلال طفولته بإجباره على مشاهدة مقاطع الفيديو، التي تملأ منصة «يوتيوب» الشهيرة، وتتحدث عن مهارات البرازيليين وطريقتهم في التلاعب بالخصوم بكل رشاقة وسلاسة، وكان نيمار جونيور، زميله في الأزرق العاصمي، أحد سحرة «السيليساو»، الذين يتربى الأطفال في بلاد السامبا على تقليدهم والاقتداء بهم منذ الطفولة، وليوناردو أحدهم.
على بعد أكثر من 1500 كلم عن مقر نادي سانتوس أنجب الزوجان ماركوس سانتوس ألميدا وليديان سانتوس، في الثاني من مايو 2003، ابنهم الوحيد، الذي اشتهر في العائلة بلقب «ليو»، ويعرفه المشجعون باسم ماركوس ليوناردو.
كان والد مهاجم الهلال الجديد لاعبًا مغمورًا في فريق مقاطعته، وقرر أن يضع تركيزه على ابنه، الذي بدا في طفولته أنه يملك موهبة استثنائية لا نظير لها بين أقرانه في الحي الفقير، وكانت كرة القدم رفاهيتهم الوحيدة على عادة البرازيليين.
يقول «ليو» عن والده: «خلال أعوام طفولتي أعتاد والدي على مضايقتي وإجباري على مشاهدة مقاطع فيديو للاعبين الكبار، حتى أقلدهم، وأصبح مثلهم، وأطبق ما تعلمته منهم خلال اللعب مع أصدقائي في الحارة، وفي الحقيقة أشكره على دعمه الكبير لي، وبفضل هذا الدعم أنا أقف أمامكم اليوم».
لم يتأخر الوالد كثيرًا في تسجيل ابنه بأحد الأندية المحلية في القرية خلال الأعوام الأولى من طفولته، وحين أشتد عوده قليلًا غادر معه إلى مدرسة تدريبية أخرى، تتبع نادي ساو باولو، لكن معرفة أحد أقاربه بأحد الإداريين في نادي سانتوس جعلته يشد الرحال إلى المقاطعة الصغيرة في الجانب الآخر من المدينة العملاقة.
في شقة صغيرة تبعد عدة أمتارًا عن مقر نادي سانتوس، اشتهرت امرأة عزباء، تقطن مع والدتها، بتأجير إحدى غرف منزلها لعوائل اللاعبين الصغار القادمين من مختلف المدن البرازيلية، الذين يستعدون لإجراء اختبارات التجربة، التي يجريها النادي البرازيلي العملاق في كل عام، ويحوي حائط المنزل صورًا تذكارية للأطفال الصغار، الذين سكنوا في المنزل قبل الاختبار، وباتوا لاحقًا من ألمع النجوم في قلعة «السمك»، وكان ماركوس ليوناردو، أحد المعلقة صورهم في حائط المنزل العتيق.
تجاوز الفتى، القادم من القرية الصغيرة، جميع التجارب بسهولة، وتم ضمه إلى النادي الكبير، وحقق حلمه وحلم عائلته، التي لم تكن تحلم في يوم من الأيام أن يرتدي طفلها الصغير قميص العملاق البرازيلي.
يقول ماركوس عن تمثيل سانتوس: «لقد كان من دواعي سروري الكبير أن أوقع مع سانتوس. إنه نادٍ معروف في جميع أنحاء العالم. لطالما دافعت عن ألوان النادي، من فئات الشباب إلى الفريق الأول، كمسؤولية كبيرة. لقد منحني سانتوس دائمًا كل الإمكانات لأصبح رياضيًّا عظيمًا. إضافة إلى ذلك، إنه لشرف لي أن ألعب لمصلحة نادٍ لعب فيه بيليه ونيمار.. أشعر بالفخر لأنني أستطيع ارتداء قميص هذا النادي».
بدأ «ليو» مسيرته داخل أكاديمية الناشئين بنادي سانتوس، خلال الفترة من 2014 حتى 2020، ثم تم تصعيده إلى الفريق الأول بالنادي عام 2020. وعلى الرغم من أنه لم يتوج بأي لقب مع سانتوس، إلا أن ليوناردو أثبت نفسه سريعًا، ليكون النجم الأول للنادي على خطى نيمار سابقًا، حيث انتقل بعدها إلى صفوف بنفيكا البرتغالي عام 2024، إذ وقَّع عقدًا لمدة خمسة أعوام ونصف العام مع نادي بنفيكا مقابل رسوم انتقال بلغت 18 مليون يورو، مع أحقية سانتوس في الحصول على 10 في المئة من الأرباح المستقبلية.
وسجَّل ماركوس ثمانية أهداف، وصنع هدفًا في 24 مباراة مع بنفيكا خلال عام 2024، قبل الانتقال رسميًّا إلى صفوف فريق الهلال الأول لكرة القدم، من أجل الالتحاق بمواطنه ومثله الأعلى نيمار، حيث سيشارك الثنائي معًا الموسم الجاري بقميص النادي الأزرق العاصمي متى ما تجاوز «الساحر» الإصابة بشكل تام.