عشوائية مانشيني
عندما تلعب مباراة وأنت لم تحدد هدفك وما الذي تريد تحقيقه فإنك ستجد لاعبين يركضون في كل مكان ولا يصلون لأي مكان.
مباراة المنتخب السعودي والياباني بيّنت الفارق بين الفوضى والاحترافية، فالياباني جاء للحصول على الثلاث نقاط أو على الأقل نقطة من منافس مباشر، أما مانشيني فغيّر كل قناعاته في المباراة الغلط، لعب بثلاثة مهاجمين وتخلى عن المدافعين الثلاثة دون مبرر، هذه المباراة بالذات هي التي يجب أن تحتفظ بفرسان الدفاع الثلاثة وليس أمام إندونيسيا.
أصل المشكلة أن مدرب المنتخب لا يقرأ الخصم، ولا يحدد أهدافه قبل أن تبدأ المواجهة.
منتخب باهت بلا لون ولا شكل، الركض خلف الكرة هي الخطة، لم نلعب على المرتدة ولا ضغطنا على اليابان لكي لا يبدأ الهجمة بشكل منظم، ما شاهدناه البارحة عشوائية مطلقة واجتهادات فردية لا يمكن أن توصلنا للتأهل المباشر.
أعتقد أن مانشيني يجب أن يرحل، فالوضع الفني للمنتخب لا يسر كل محب للأخضر، جملة أعذار من المدرب كل مره يعطينا تشكيلة مختلفة لتبرير الضعف الفني.
تنتظرنا تصفيات طويلة، بهذا الأداء المحبط والانضباط النادر لن نذهب بعيدًا، سنواجه البحرين بعد عدة أيام، وأستراليا بعد شهر «والحسابة بتحسب».
في مباراة الصين الروح حسمت النتيجة وخطفنا ثلاث نقاط ثمينة، ولكن الروح والحماس لا تظهر كل مرة، يجب أن يكون للمنتخب أسلوب لعب واضح يستمر حتى لو تغيرت التشكيلة والظروف. المنتخب الحالي ركض فقط دون وجهة محددة، لذلك يكثر السقوط والتمريرات الغريبة والاعتراض على الحكم.
عندما تعرّض عبد الإله المالكي لشد في عضلاته تأخر التغيير فلعب المنتخب ناقصًا في ركلة ركنية تحولت إلى هدف، هذا بالضبط ما أقصده، العشوائية الغريبة، لو أن رجلًا رشيدًا صرخ على المالكي للبقاء على الأرض لحين نزول الخيبري لما تلقينا الهدف الثاني.
لا شك أننا بحاجة للكثير لنتحسن، لا أجد أن مانشيني يستطيع فعل شيء فهو جزء من الفوضى العارمة، فالحل بلا شك رحيل بطل كأس أمم أوروبا 2020 لأنه في 2024 كان علامة فارقة في العشوائية والفردية.