التفكير الاستباقي
قبل أيام رفضت رابطة الدوري الممتاز الإنجليزي لكرة القدم طلب نادي مانشستر سيتي، الذي تحرك مبكرًا لتأجيل أول مباراتين له بداية الموسم المقبل 2025-2026، وسبب الطلب أن النادي الإنجليزي سيخوض بطولة كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة الصيف المقبل ولن يكون لدى اللاعبين وقت كاف للاستشفاء.
ما أعجبني في الطلب بغض النظر عن النتيجة هو التفكير الاستباقي الذي يميز العمل الاحترافي، فالدوريات العالمية وصلت لأعلى درجات الاحترافية والعمل المؤسسي بسبب التفكير الاستباقي، بمعنى أن قرارات الاتحاد والرابطة والأندية لا تتخذ كردة فعل لحدث معين، بل هناك قراءة مسبقة واستشراف لما يمكن أن يحدث والقرارات التي يمكن اتخاذه إذا حدث.
اليوم نعيش حالة من الحيرة والغموض بخصوص إلغاء عقد مدرب المنتخب أو استمراره، وسبب هذا الغموض أن متخذ القرار لم يقرأ المشهد ولم يتوقع أنه يصل لمرحلة اتخاذ القرار الحاسم، مع أن كل الشواهد كانت تدل على أن مانشيني فشل مع المنتخب وأن فرص نجاحه أقل بكثير من فرص فشله.
منذ كأس آسيا عرفنا أن هذا المدرب لن يستمر وأنه سيرحل دون بصمة واضحة، ولكن الاتحاد السعودي بقي الوحيد في الوسط الرياضي الذي لم يصل لهذه النتيجة، بعد الخسارة من اليابان بقي الاتحاد على أمل أن تتحسن النتائج ولا يصل لمرحلة القرار الصعب إلى أن خسر بالتعادل أمام البحرين وأصبح مهددًا بالخروج المبكر من التصفيات.
في التفكير الاستراتيجي هناك ثلاثة سيناريوهات مختلفة، الأول أن يبقى الوضع على ما هو عليه بنفس الوتيرة دون تحسن ودون تدهور وهنا يجب على متخذ القرار تقييم الوضع ووضع حلول للتحسن والخروج من حالة الثبات. السيناريو الثاني أن تتحسن الأمور وتزدهر وهنا أيضًا أنت بحاجة لاتخاذ قرارات تضمن استمرار التحسن وتمنع الانتكاسة. السيناريو الثالث أن يتدهور الأمر وهنا تكون جاهزًا بحلول واضحة وليست عاطفية لإنقاذ الموقف.
رئيس الاتحاد يقول إنه يجب عدم اتخاذ قرار عاطفي ومتسرع، وهذا غير صحيح، المفروض أن لديك التفكير الاستباقي الذي يجعلك تتخذ القرار بشكل موضوعي وألا تكون مجرد ردة فعل لنتيجة مباراة.