«كلمني بعد عشر سنين»
في رياضتنا نعتقد أن العذر يعني الإنجاز، فمن كان لديه رد مقنع بعد الخسارة فإنه قد انتصر، ولكن دون نقاط أو ميداليات أو كؤوس.
هذا الفكر مدمر، لأنه يجعل الرياضيين يعتقدون أن الإنجاز بالأقوال لا بالأفعال، هذا الفكر لا يساهم في تقييم الخسارة ومعرفة الأسباب وتصحيح المسار.
عندما بدأ منتخبنا تصفيات كأس العالم بتعادل مخيب أمام إندونيسيا، خرج رئيس الاتحاد بمجموعة أعذار منها أن المنتخب الإندونيسي متطور ولديه لاعبون محترفون في الخارج، ثم ختم الأعذار بأن أستراليا وكوريا وقطر قد تعثروا أيضًا.
عندما خسرنا بعدها من اليابان، خرج الرئيس ليقول لنا إننا على الطريق الصحيح، وإن المستوى يتحسن، وإن منتخبنا قدم مباراة جيدة واستحوذ، انظروا إلى الأرقام، كما أن أعمار اللاعبين صغيرة.
أعذار لا تسمن ولا تغني من جوع، في النهاية سنخسر التأهل ولا يبقى معنا إلا كلام، ثم يبدأ خط جديد في الحديث عن التصنيف وعام 2034 هو عام الحصاد.
لا شك أن هذا الفكر يساهم في تدهور الحالة، لأنه لا يقف على الخلل ويضع الحلول، هو فقط يعطي أعذارًا ووعودًا لكي يستمر الشخص في مكانه، وهذا تفكير بعيد كل البعد عن تحمل المسؤولية والعمل على الخلل، فالهدف هو تطور الرياضة لا استمرار الأشخاص في أماكنهم أطول مدة ممكنة.
هذا لا ينطبق على الاتحاد فقط، بل أن الأندية والاتحادات الرياضية الأخرى تردد الخطاب الإعلامي «الأعذاري» و«الوعودي» لا «الإنجازي». كل الكلام يتمحور حول تبرير الفشل وتحويله لمقبول ثم إعطاء وعود غير منطقية لسنة 2034 ووقتها لن يكون أحد من هؤلاء موجود، أما الوعود فإنها أيضًا ذهبت مع الأشخاص، ليأتي جدد يتبنون الخطاب «الأعذاري الوعودي» السابق ويعدوننا بالإنجازات والأرقام والميداليات في 2050.
يجب أن نتعلم من رؤية السعودية 2030 والمبادرات المنبثقة منها والتي حققت الإنجازات والأرقام قبل الموعد بست وسبع سنوات.
إذا كان المنتخب اليوم ينهزم من الأردن واليابان ويتعادل مع إندونيسيا والبحرين، فإنه في 2034 سيهزم من عمان والصين وكوريا الشمالية، الفشل فشل ليس له اسم آخر، والوقت لا يغير شيئًا، وحده العمل يطور الأداء.