2024-11-10 | 16:02 قصص رياضية

في بوسطن.. ملايين إيمينالو ضاعت مع قميص مارادونا

الرياض ـ أسامة فاروق
مشاركة الخبر      

عبر مزاد إلكتروني عن طريق دار سوثبيز اللندنية، باع الإنجليزي ستيف هودج، لاعب الوسط الدولي المعتزل، قميص «اليد» الشهير للأرجنتيني الأسطوري الراحل دييجو أرماندو مارادونا، مقابل 7.1 مليون جنيه إسترليني، في مايو 2022، مُسجّلًا رقمًا قياسيًا غير مسبوق لأسعار بيع التحف المتعلقة بالرياضة.
وبينما فغر العالم أجمع فاه، ووقف مشدوهًا إزاء الرقم الفلكي، وحده أطبق النيجيري مايكل إيمينالو فكّيه، وعضّ على يديه وشفتيه ندمًا، وذهبت نفسه حسرات على إضاعته فرصة جني ثروة فورية مثل تلك، وبملء إرادته.
في 25 يونيو 1994 غادر إيمينالو ومارادونا أرضية ملعب فوكسبورو في مدينة بوسطن الأمريكية، لاهثي الأنفاس، ملطخين ببقع العرق، تفوح منهما رائحته، وذهبا إلى غرفة الكشف عن المنشطات بعدما اختيرا عشوائيًا للاختبار الإلزامي، دونًا عن بقية لاعبي المنتخبين الذين خاضوا معهما موقعة انتهت للتو بفوز الأرجنتين على نيجيريا 2ـ1، ضمن الجولة الثانية من رابع مجموعات كأس العالم.
اللاعب النيجيري بدأ المحفل العالمي، كالمتوقع، احتياطيًا لزميله بينيديكت إيروها، الظهير الأيسر الأساسي. وبعد إصابة الأخير في لقاء بلغاريا ضمن الجولة الأولى، وجد إيمينالو نفسه أساسيًا أمام تشكيلة «جالاكتيكوس» أرجنتينية تضم أسماء من طراز فيرناندو ريدوندو، وجابرييل باتيستوتا، وآبيل بالبو، وكلاوديو كانيجيا، ويقودهم الفتى الذهبي.
فاز الأرجنتينيون بثنائية كانيجيا، مقابل هدف واحد لسامسون سياسيا، وخاض إيمينالو ومارادونا كلّ دقائق المباراة أمام أكثر من 54 ألف متفرج ماجت بهم المدرجات على مدى أكثر من ساعة ونصف.
وفي نفق الملعب، انفصل قائد الأرجنتين عن أفراح زملائه وذهب وحيدًا لتلبية استدعاء الكشف. راح يطلق نكاته استخفافًا باختياره، وهوَ مَنْ هوَ، لمثل هذا الفحص. وبينما أخذ يصوّب نظرات صامتة نحو إيمينالو، المتمركز إلى جواره، كان الظهير ذاهلًا عنه، سابحًا بفكره في فلك آخر. يقول النيجيري: «كان يحمل قميصه المنزوع في يده، وعيناه تنظران إلي. ها هو مارادونا! لحظتها كنت مهمومًا بالتفكير في الأداء السيئ الذي قدمته خلال المباراة، وقلقًا من إبعادي عن اللقاء التالي ضد اليونان. لم أستشفّ شيئًا ما من نظرات دييجو سوى بعدما عدت إلى مقر السكن وقلت لنفسي: لقد أراد تبادل قميصه معي!».
خلافًا لمخاوفه، لعب النيجيري أساسيًا أمام اليونان، وفاز منتخب بلاده بهدفين نظيفين، أحدهما بصناعته، وصعدت النسور الخضراء الخارقة «سوبر جرين إيجلز» إلى ثُمن النهائي وودّعت على يد الطليان بمشاركة إيمينالو أيضًا، أما مارادونا فكان ذلك القميص الذي حمله داخل النفق هو آخر ما مسّ جلده دوليًا، بعدما ثبت تلوُّث عينته بمادة الإيفيدرين المنشّطة.
تعرَّض «البيبي دي أورو» للإيقاف، وانتهت مسيرته الدولية، وأدرك إيميانالو أي قميص أضاع. بعد فترة حكى لزوجته وضحكت من أسف. بدا نادمًا خلال حوار لاحق قال فيه «هل يمكنك تخيل آخر قميص لمارادونا مع الأرجنتين وعليه عرقه؟ كان بإمكاني الحصول على هذا القميص في يدي! وقتها كنت قلقًا بشأن أدائي ولم أضع نيل القميص أولوية لي. سمعت أنه بيع مقابل الكثير من المال».
مرّ الزمن، وتوفّي مارادونا 25 نوفمبر 2020، وبعد نحو ثلاثة أعوام عُيِّن إيمينالو مديرًا لكرة القدم في رابطة الدوري السعودي للمحترفين، وعَبْر هذا المنصب، يحاول ألا يشغله شاغل، أيًا كان، عن مطاردة قمصان عالمية أخرى، لاغتنام كل فرصة متاحة أمامه للتوقيع مع نجوم جدد بالملايين لأندية «روشن».