عبد العزيز السالم
يعرف الناس معالي الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله السالم رجل الدولة الذي خدم وطنه بكل إخلاص وتفان، يعرفه الناس من خلال توليه منصب أمين عام مجلس الوزراء لسنوات طويلة، يعرفه الناس من خلال قربه من الملك فهد بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ منذ كان وزيرًا للمعارف.
أما المثقفون فيعرفون أبا عصام من خلال كتاباته في صحيفة «الجزيرة» تحت اسم مسلم عبد الله المسلم، فقد كان كاتبًا فذًا وقلمًا رائعًا لا تُمل مقالاته.
بالنسبة لي أبا عصام كان ملهمًا في كل شيء، فقد كان متواضعًا رغم النجاحات، متعاطفًا مع الناس رغم انشغاله، كان مرحبًا ومهليًا وبابه مفتوحًا لمن يعرفه ومن لا يعرفه، لم يسحره المنصب ولم تشغله الدنيا والمسؤولية عن تلمس حاجات الناس ومصالحهم.
كان واصلًا لرحمه، قريبًا من أقاربه، دائم الزيارة لخاله صالح العواد ولم ينقطع عن زيارته إلى أن توفي خاله ـ رحمه الله ـ وكذلك فعل مع بقية أخواله وأعمامه.
لا أنسى اجتماع المسؤولين والكتاب والمثقفين والأقارب في منزله كل أسبوع بعد المغرب، فقد شهدت تلك النقاشات والحوارات في الشأن العام والخاص.
كنت محظوظًا بالحضور مبكرًا قبل صلاة المغرب والجلوس مع معاليه لمدة ساعة نتحدث في كل شيء يخص الرياضة والشباب والمستقبل، فقد كنت في الجامعة وقتها وألعب في نادي الهلال، فوجدت تشجيعًا كبيرًا منه لمواصلة الدراسة مع البقاء في الرياضة.
في حياة كل إنسان أشخاص مقربون يغيرون نظرته للأمور ويلهمونه ويجعلون منه شخصًا آخر، كان أبو عصام ملهمًا ومحفزًا على العلم والعمل والنجاح، دون ذلك النموذج المبهر الجذاب حياتي قد تكون أخذت مسارًا مختلفًا.
عندما يكون أحد أقاربك أو معارفك رجلًا حظي بثقة قيادتنا الرشيدة فلازمه ولا تتركه، واعلم أن قيادتنا لا تضع ثقتها إلا في رجل هو أهل لها، فاستفد منه قدر المستطاع واستثمر الدقائق التي تسنح لك للاستماع لما يقول فربما تتغير حياتك.
اللهم ارحم عبدك عبد العزيز بن عبد الله السالم، واغفر له وتجاوز عنه وأدخله جنتك واجزه خير الجزاء على ما قدمه لدينه وقيادته ووطنه.