خدعة اسمها الـ«CV»
نعم هي خدعة بالفعل تلك هي السيرة الذاتية، وما أدراك ما السيرة الذاتية.
أصبح التعامل مع الإنسان والحُكم عليه من خلال ورقة!. تعاملت كثيرًا مع أشخاص سيرتهم الذاتية من عدة أوراق ومليئة بالتفاصيل ولكني وجدتهم أشخاصًا فارغين والعكس تمامًا فقد تعاملت مع أشخاص سيرتهم الذاتية بالكاد تكون ورقة ولكني وجدت فيهم كل معاني النجاح.
لا أريد من مقالي هذا إلغاء الـ CV ولكني أريد أن يكون فقط جزءًا بسيطًا للتعريف بالشخص وليس كل شيء.
الكل يلهث لتعبئة الـ CV ومواقع كثيرة تتربح من تصاميم الـ CV وفلاسفة كثُر يظهرون عبر مواقع التواصل ليعلمونا كيفية عمل CV مقنع مبهر نموذجي!. تقول لفلان لماذا أنت ذاهب لتلك الدورة التي لا فائدة منها؟ يجيبك على الفور: أعرف أنها غير مفيدة ولكنهم يمنحوننا شهادة نضعها في السيرة الذاتية!!!.
شباب هذا الجيل اتجه نحو هذا الاتجاه وهذا أمر خطير وكل ذلك بسبب الجهات التي تنظر للـ CV فقط. فالخوف أنه وبعد فترة قليلة نجد معظم هذا الجيل بـ CV مملوء وعقول فارغة!!!. أتذكر في إحدى محاضراتي في الجامعة طلبت من الطلاب حضور دورة مهمة وبينما أنا أشرح لهم أهمية الدورة فوجئت بتساؤل شبه جماعي منهم: هل الدورة فيها شهادة؟
قلت لهم: فيها فائدة عظيمة.
أحدهم ذكرها لي صراحة:
الحقيقة أننا ما نروح إلا الدورات اللي فيها شهادة عشان نضعها في الـ CV.
قلت له: وماذا عن الاستفادة الفكرية؟
قال: لما نقدم في وظيفة ينظرون ويدققون في الـ CV وليس في عقولنا!!!
وجدت نفسي مُلحمًا لست قادرًا على الرد لأن الحقيقة للأسف هي ما ذكرها الطالب!
حقيقة كرهت مصطلح «CEO» بحكم تعرفي عن قرب على كثير منهم فقد التقيت كثيرًا بأشخاص يُطلق عليهم CEO
وتعني المدير التنفيذي، يتولون مناصب كبيرة ويتلقون رواتب عالية جدًا صُدِمت بشخصياتهم الهشة الساذجة والتي لا يمكن بها أن يقودوا بقالة صغيرة في حي عتيق! ومع هذا هم يتنقلون بين جهات كبيرة وكل ذلك بسبب الـCV المملوء!!!
حقاً إنها خدعة قد تؤدي إلى فشل الكثير من الأعمال والمشاريع، ولابد من العمل على تغيير كل ذلك ولا أنكر أن هناك جهات وهي قليلة جدًا تعمل وتدقق في كل جوانب الشخص وليس في ورقة السيرة الذاتية حتى تصل إلى الحكم المنطقي عليه والذي يجعلها في نجاح دائم.