الرياضة المدرسية والجامعية..
النشاط الرياضي المدرسي والجامعي في أي دولة في العالم، هي المرحلة الثانية بعد مرحلة الأم والأسرة والحيّ، ولكنها المرحلة الأطول، لأنها تحتفظ بالطفل والمراهق أو الشاب مدة تتراوح بين 12 و17 عامًا! وبالتالي فالمواهب الرياضية، أغلبها يتم صقله في المدارس والجامعات.
ولنأخذ على سبيل المثال، النشاط المدرسي والجامعي في الولايات المتحدة الأمريكية، على الأقل لأنها من الدول المتصدرة بحصد الميداليات في كل المناسبات الدولية.
في الولايات المتحدة، تحظى الرياضة المدرسية بشعبية كبيرة، حيث يشارك أكثر من 7.9 مليون طالب وطالبة «في المدارس الثانوية فقط» في مختلف الألعاب الرياضية «من إحصائية العام الدراسي 2018-2019». وفيما يلي بعض الرياضات الأكثر شعبية:
أفضل الرياضات للبنين:
- كرة القدم الأمريكية: أكثر من مليون مشارك، وهي الأكثر شعبية في 43 ولاية.
- ألعاب القوى: 605,354 مشاركًا، وهي الأكثر شعبية في ثلاث ولايات.
- كرة السلة: 540,769 مشاركًا، وهي الأكثر شعبية في ولايتين.
- البيسبول: 482,740 مشاركًا.
- كرة القدم: 459,077 مشاركًا، وهي الأكثر شعبية في ولايتين.
أفضل الرياضات للفتيات:
- ألعاب القوى: 488,267 مشاركة، وهي الأكثر شعبية في 16 ولاية.
- الكرة الطائرة: 452,808 مشاركة، وهي الأكثر شعبية في 21 ولاية.
- كرة السلة: 399,067 مشاركة، وهي الأكثر شعبية في ولايتين.
- كرة القدم: 394,105 مشاركة، وهي الأكثر شعبية في تسع ولايات.
- كرة السوفت-بول: 362,038 مشاركة، وهي الأكثر شعبية في ولاية واحدة.
هذه الرياضات ليست شائعة فحسب، بل إنها توفر أيضًا العديد من الفوائد، بما في ذلك تخفيف التوتر لدى المراهقين، والتدرب على تحمّل المسؤولية والمحاسبة، وبناء الصداقات والعمل الجماعي.
أما عن الرياضات الجامعية في الولايات المتحدة، فهي تحظى بزخم وبشعبية كبيرة، حيث يشارك أكثر من 460 ألف طالب رياضي في رياضات الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات. الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات «NCAA» هي أكبر منظمة جامعية تشرف على رياضات مثل كرة السلة وكرة القدم والبيسبول.
عدد الفرق المشاركة في الرياضات الجامعية الشعبية:
- كرة السلة: 2197 فريقًا للرجال والنساء على جميع المستويات.
- سباق اختراق الضاحية «12 كلم»: 1952 فريقًا.
- البيسبول/ السوفتبول: 1952 فريقًا.
تقسم الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات «الجامعات» إلى ثلاثة أقسام بناءً على القدرة التنافسية وسياسات المنح الدراسية. وتتمتع مدارس القسم الأول بأكثر البرامج تنافسية، بينما لا تقدم مدارس القسم الثالث منحًا دراسية رياضية «Scholarships».
المنظمات الرئيسية للرياضة الجامعية:
- الرابطة الوطنية لألعاب القوى الجامعية «NCAA»: تشرف على معظم الرياضات الجامعية.
- الرابطة الوطنية لألعاب القوى الجامعية «NAIA»: تقدم منحًا ومسابقات رياضية.
- الرابطة الوطنية لألعاب القوى الجامعية للناشئين «NJCAA»: تركز على الكليات التي تستغرق الدراسة فيها عامين فقط.
تؤثر الرياضات الجامعية بشكل كبير على المشهد التعليمي، وتعزز التنوع والتميز الأكاديمي وروح الجامعية التنافسية. ومع ذلك، فإنها تفرض أيضًا تحديات، مثل تحقيق التوازن بين الأهداف الرياضية والأكاديمية، وضمان المساواة بين الجنسين، وإدارة الميزانيات التي تبلغ ملايين الدولارات.
أمّا عن المساهمة التي تقدمها هذه الجامعات لرصيد البطولات والميداليات الأمريكية، فهؤلاء الرياضيون الذين يتنافسون في المسابقات الجامعية، قد فازوا بـ 330 ميدالية في دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس، وهم يمثلون 25 دولة «بالإضافة للولايات المتحدة التي أحرزت لوحدها 126 ميدالية» . تشمل هذه الميداليات 127 ميدالية ذهبية، 95 ميدالية فضية و108 ميدالية برونزية. ومن الملاحظ أن الفتيات يشكلن 58 في المئة من جميع الحاصلين على ميداليات NCAA و63 في المئة من الميداليات الذهبية الأولمبية.
الجامعات الأفضل أداءً هي:
- ستانفورد: 34 ميدالية، شاملة للـ 12 ميدالية الذهبية التي فاز بها رياضيون مثل توري هوسك وكيتي ليدكي في السباحة، وتيرنا ديفيدسون في كرة القدم.
- كاليفورنيا: 17 ميدالية، شاملة للميداليات الذهبية التي فاز بها جاك ألكسي وريان مورفي في السباحة، وكامرن روجيرز في رمي المطرقة.
- تكساس: 16 ميدالية، مع ميداليات ذهبية فاز بها كيفن دورانت في كرة السلة، وسكوتي شيفلر في الجولف، وتارا ديفيس-وودهول في الوثب.
- فيرجينيا: 14 ميدالية، شاملة للميداليات الذهبية التي فاز بها كيت دوغلاس وغريتشن والش في السباحة، وبيان ديك في هوكي الحقل.
- جنوب كاليفورنيا: 13 ميدالية، شاملة للميداليات الذهبية التي فاز بها راي بنجامين وأرون براون في سباقات السرعة، وأنني إسبار في كرة الماء.
زبدة الكلام، أن الرياضة المدرسية يجب أن تكون مخرجاتها داعمة للرياضة الجامعية بتجهيز جيل قوي من الرياضيين والرياضيات الجاهزين لخوض منافسات قوية وبمستوى احترافي، والرياضة الجامعية يجب أن يكون لها مستهدفات واضحة بصناعة أبطال أولمبيين بالإضافة للمهمة التعليمية! طلاب الجامعات 95 في المئة في قمة ريعان الشباب وفي السن ذي الجاهزية الأكبر ليكونوا أبطالًا، وبالتالي وجب على الجامعات استغلال هذا الواقع بالإضافة لاستغلال مرافقها الرياضية عالية الجودة، ناهيك عن استغلال كوادرها التدريبية ومراكز بحوثها.
ويمكن أن تُستخدم تجربة الثورة الرياضية المدرسية والجامعية المذكورة في هذه المقالة عن الوضع في الولايات المتحدة «أو غيرها من الدول المتقدمة رياضيًا وأولمبيًا» كمقارنة تحليلية، ووضع النسبة والتناسب معها مقارنة بالتعداد في المملكة، لمعرفة مكامن الخلل وكيفية التعديل ومن ثمة كيفية الانطلاق للإنجاز المرحلي الواضح.