الدوري الوطني
بلوغ الأهداف يتطلب خطوات متناسقة منظمة تسير وفق خطط محكمة تبدأ بتحديد الأهداف بوضوح بحيث تكون واقعية وقابلة للتحقيق، ومن ثم تقسم إلى مهام يلتزم بها العاملون في المنظمة كلا حسب مسؤولياته وسط دعم من الإدارة التنفيذية، مع ضرورة المراجعة والتقييم بشكل دوري وصولًا إلى الأهداف المنشودة.
ومن الواضح أن اتحاد الكرة لدينا يتخبط، فتراه يتخذ قرارات سرعان ما تتبعها أخرى متضاربة والنتيجة مكانك سر أو بواقعية للخلف در، دوري رديف ثم إلغائه وأخيرًا العودة في نفس الاتجاه بدوري النخبة وهو اسم غير معبر لواقع البطولة، عمومًا رحيل رينارد ثم العودة إلى رينارد، أيضًا زيادة عدد الأجانب إلى ثمانية ثم عشرة مع تقليص القائمة إلى "25" ما يقلص فرص مشاركة اللاعبين المحليين، وهي مشكلة انعكست سلبًا على المنتخب، فالكرة ممارسة وما لم تمارس لن ترتقي مهاراتك وإمكانياتك ولن تصقل موهبتك.
الغريب أن بطولات الفئات السنية تتوقف عند سن "18" ليصبح الفارق كبير مع دوري ما يسمى بالنخبة، خلاله نفقد الكثير من اللاعبين، فلدينا دوري براعم للفئات السنية "11،12،13،14"، بطولة أندية المملكة للدرجة الثانية "15،16،17،18"، ودوري الدرجة الأولى "15،16،17،18"، والدوري السعودي الممتاز "15،16،17،18"، هذه البطولات كثيرة ومكلفة ومرهقة من الممكن اختزالها بحيث تكون مفيدة وأكثر واقعية، مع أهمية تقريب الفجوة بين "18" و"21" حتى لا نخسر اللاعبين.
شخصيًا أحلم بأن يأتي اليوم الذي أرى فيه المشاركة مع الفرق مبنية على المهارات والإمكانيات لا على الجنسية ما يسرّع في وصولنا إلى أحد أهداف الرؤية المباركة، والمتمثل في الوجود بين أفضل عشر بطولات دوري في العالم، وهو أمر يحدث حاليًا في بعض الفرق الأوروبية، فتجد المشاركين فيها جميعهم من غير المحليين، وفي غالبية الفرق الأوروبية قلة قليلة من المحليين يشاركون معها.
ولكن من الأهمية بمكان أن يمارس اللاعب المحلي اللعب، فكما أسلفنا الكرة ممارسة، وهنا يأتي دور اتحاد اللعبة بحيث ينظم دوريًا غير محدد بعمر معين يطلق عليه مثلًا "الدوري الوطني" يشارك فيه اللاعبون المحليون الذين لا يجدون فرصة مع فرق دوري روشن، وبذلك نحقق الهدفين الأول الارتقاء بدورينا والوصول به إلى العشرة الأفضل عالميًا، والثاني إتاحة الفرصة للاعبين المحليين لممارسة اللعبة ما يعزز فرص الاستفادة منهم في المنتخب.