مشعبي والصمت الرهيب

في رائعته «حياة في الإدارة» يقول غازي القصيبي ـ رحمه الله ـ دائمًا أبحث عن الإدارة، فالنجاح يتحقق بفضل نهج الإدارة، والإخفاق بالتأكيد يأتي بسبب قرارات الإدارة، ويرى أن الإداري الناجح هو الذي يعتمد في سياسته الإدارية على أسلوب الحزم والرحمة معًا، ويذهب إلى أن الاحتكاك بالجمهور فرصة ذهبية لأي مسؤول، محذرًا من الاعتبارات العاطفية والشخصية في اتخاذ القرارات.
والواقع إن إدارة نادي الاتحاد بقيادة لؤي مشعبي وفريق عمله تجتهد، ولكن هناك معطيات تتطلب التفاعل السريع وأحيانًا تسجيل موقف حفاظًا على حقوق العميد ومكتسباته، فسياسة «الصمت الرهيب» لا تكون مجدية في كل الأحيان، فعلى سبيل المثال:
- الاحتراف الخارجي اقتصر على لاعبي الاتحاد فيصل الغامدي ومروان الصحفي والفريق حاليًا بواقعية في أمسّ الحاجة إلى خدماتهما، لذلك من المفترض على أقل تقدير عودتهما سريعًا، لا سيما وأنه لم يتم تعويض الاتحاد عنهما.
- التفريط في أبناء النادي طلال حاجي الذي غادر للرياض، ثم أحمد الغامدي الذي تشير الأخبار إلى انتقاله إلى نيوم، أمر يتنافى مع مصلحة الكيان، ويجب أن يتوقف التفريط في اللاعبين.
- نقل مباريات الاتحاد من الجوهرة إلى ملعب الأمير عبد الله الفيصل بين الحين والأخر أمر يضر بالعميد من حيث رصد الجماهيرية والحضور والتفاعل الذي يحفز اللاعبين، ما يتطلب تحرك الإدارة لمنع ذلك.
- الأخطاء التحكيمية ومن قبلها اختيار الحكام وعدم الاستعانة بالحكام الأجانب أمور يجب أن تسترعي اهتمام الإدارة لاسيما في ظل احتدام المنافسة على الألقاب.
- الفترة الشتوية شارفت على الانتهاء ولا يبدو أن هناك تعاقدات رغم أن الفريق في حاجة ملحة لبديل لعوار وحارس وظهير لتقوية الدكة.
- بلان في بعض المباريات يخترع مثلما حدث في لقاء ضمك فكان سببًا رئيسًا وراء الخسارة المفاجئة، أولا بقرار استبعاد ميتاي ثم بتغييراته التي قضت على الفريق، وإصراره على عوار رغم إفلاسه، ومن المفترض أن تتم مناقشته ومساءلته فنيًا من قبل أناس متخصصين لتصحيح المسار قبل فوات الأوان.
- الإعداد النفسي محوري في تحقيق الانتصارات والبطولات في عالم الرياضة والإدارة مسؤولة عن تفعيله، فالاتحاد عبر تاريخه المديد يتميز بالروح التي تدفعه لملامسة الإنجازات، ولكن في هذه الفترة لا يبدو أنه يعد نفسيًا بشكل جيد فالفريق يتأخر دون ردة فعل، ويخوض مباريات حاسمة دون حماس، وتفريط في النقاط دون حراك.
يا سيادة الريس، الاتحاد شيء كبير فهو عميد الأندية السعودية، أولها وأعرقها، وصاحب تاريخ عريض وإنجازات خالدة وجماهيرية طاغية، تستوجب عليك وعلى إدارتك الموقرة التفاعل السريع مع الحدث الاتحادي والحرص كل الحرص على حقوق النادي، وعليك أن ترفع صوتك عاليًا للحفاظ على مكتسباته، وأن تعمل بتفانٍ في سبيل الوصول به إلى منصات التتويج حيث مكانه الطبيعي، أما إذا كانت هناك موانع فمن الأجدر بك الاستقالة ولك في سَمِيك عبرة.