ملاعبنا وتجربة البينالي
قبل أيام قمت بزيارة إلى بينالي الفنون الإسلامية بجدة والذي تنظمه مؤسسة بينالي الدرعية بإشراف من وزارة الثقافة، فوجدت ما يثلج الصدر من محتوى قيم لا يرتبط بحضارتنا الإسلامية فحسب كما يبدو من العنوان، بل يربط ماضينا بمستقبلنا عبر حاضرنا ويمتد إلى الفنون التشكيلية والتراث والآثار والقطع والمجوهرات النادرة والثمينة التي شاركت بها متاحف ومؤسسات عالمية مثل اللوفر وبيناكي وسونوبودويو وإثراء وجامعة أكسفورد وغيرهم.
وفاجأني التنظيم الرائع بدءًا بحركة السير ومواقف السيارات وحسن الاستقبال والتعامل ثم المرور عبر صالات العرض بسلاسة وانسيابية وسط شرح وافٍ وبأسلوب حضاري من شباب وشابات سعوديين نفخر بهم، ويتمتعون بكفاءة عالية ودراية واسعة بالمحتوى وجاهزون للإجابة على كل الاستفسارات برحابة صدر.
ما شاهدته جعلني أتساءل: لماذا لا نجد مثل ذلك عندما نذهب إلى ملاعب كرة القدم؟
إن الجمهور هو روح كرة القدم وأهم عناصر هذه اللعبة الأخاذة، فهو مصدر دخل رئيسي للأندية، وهو المحفز الأول للاعبين، كما إنه وسيلة ضغط على المنافسين، وبهم تحضر المتعة وبحضورهم تلتهب الحماسة ويتعالى الصخب وتكتمل جمالية كرة القدم.
فلماذا يعانون الأمرين عندما يتوجهون إلى الملاعب؟ فمن خلال تجربتي سواء بملعب الفيصل أو الإنماء نجد أن هناك قصورًا كبيرًا في العديد من الجوانب التي تهم الجمهور مثل الفوضى التي تجدها في مواقف السيارات، وحركة السير المعقدة عند الخروج، وتراجع النظافة في المرافق العامة، وعدم توفر مطاعم متخصصة ومرموقة تقدم وجبات صحية، كذلك عدم توفير مواقع لألعاب الأطفال ما يشجع الأسر على الحضور.
إنني إذ أستشهد ببينالي الفنون الإسلامية فإنني أتمنى من القائمين على ملاعبنا الاستفادة من هذه التجربة المميزة عبر استشارة القائمين عليها أو استنساخ النظام المعمول به هناك، لتحسين ملاعبنا وخدماتها بحيث تكون حافزًا لزيادة حضور الجماهير لاسيما وأن منافساتنا باتت تستقطب محبي كرة القدم من خارج الحدود.
كما أنني أتمنى من الأندية اصطحاب المدربين واللاعبين الأجانب وأسرهم للبينالي في رحلة سياحية سيكون لها أثر طيب وسيسعدون بما يشاهدون، فأذكر أنني اصطحبت مدرب الاتحاد السابق ديمتري ومساعديه إلى جدة التاريخية فكانت محل إعجابهم وثنائهم.