2025-03-15 | 02:00 مقالات

أخلاقيات الرياضة

مشاركة الخبر      

نرمز دائمًا لأفضل السلوكيات في القول والعمل، ونسمِّيها «الروحَ الرياضية»، مثل قولنا: «ابتسم عند الهزيمة، وتواضع عند النصر». فصار السلوك داخل الملعب، يمكن أن يقاسَ عليه سلوكنا خارجه، لذا يحفظ التاريخ قصصًا ملهمةً لرياضيين، تحوَّلت إلى أفلامٍ، نستلهم منها دروسًا في الأمانة، والصبر، والتحدي، والالتزام، والإصرار وغيرها من «أخلاقيات الرياضة».
«اللي تكسب به العب به»، عبارةٌ رياضيةٌ شهيرةٌ، يمكن أن تؤخذ على محمل الحق، أو الباطل، بمعنى أن تفعل الأسباب الصحيحة لتحقيق الفوز، أو أن تقوم بالتحايل والغش لتصل لهدفك. في الأولى نقف جميعًا مع مَن يسعى للكسب بطرقٍ مشروعةٍ، بينما في الثانية نتوقف عند الخداع الذي يوصلك للفوز دون وجه حقٍ. وعلى الرغم من وضوح الفارق بين الحق والباطل إلا أن الميول قد يجعل بعضنا يرضى بسلب حقوق الآخرين بغض النظر عن «أخلاقيات الرياضة».
«إذا لم تكن معي فأنت ضدي»، فكرةٌ تعصبيةٌ، تقسِّم المهتمين بالرياضة إلى معسكراتٍ، يعادي بعضها الآخر، فحين يجمعهم الميول، يتفقون لدرجة تزييف الحقائق، فيرون الباطل حقًّا، والحق باطلًا مهما كانت الأدلة دامغةً، وعندما يختلفون في ميولهم، لا يقبلون بالرأي والرأي الآخر، لأنهم لا يثقون في صاحب الميول المختلف عكسَ ما نصَّت عليه «أخلاقيات الرياضة».
«خير وسيلةٍ للدفاع الهجوم»، إحدى الخطط التدريبية في الألعاب التنافسية، لكنها تُستَخدم في الوسط الرياضي بأسلوب «قابل الصياح بالصياح تسلم»، فبدلًا من الدفاع عن وجهة نظرك، تبدأ بمهاجمة أفكار الآخرين لإشغالهم عن مناقشة فكرتك الخاطئة، لذا يرتفع الصراخ في البرامج الرياضية، فتضيع الحقيقة على الرغم من وضوحها، وتضيع معها «أخلاقيات الرياضة».

تغريدة tweet:
«الضغط على الحكام» للتأثير في قرارتهم، أصبح مقزِّزًا ومنفِّرًا بشكلٍ كبيرٍ حيث يتجمَّع اللاعبون على حكم المباراة عند أتفه الأخطاء، ويدَّعون المظلومية حتى يتعاطف معهم في الأخطاء التقديرية، ولعلنا نبتكر حكمةً رياضيةً تقول: «إذا كان الطق يفك اللحام فكثرة الاعتراض تؤثر على الحكام». ولعل أصدقَ مثالٍ ركلةُ الجزاء القاتلة في الوقت القاتل من لقاء الاتحاد مع الرياض. وعلى منصات الأخلاق نلتقي.