2025-06-20 | 17:11 قصص رياضية

تيليس.. تخلى عنه النصر وأسقط بطل أوروبا

الرياض ـ إبراهيم الأنصاري
مشاركة الخبر      

قبل نحو تسعة أشهر، ودّع النجم البرازيلي أليكس تيليس أضواء الرياض العاصمة السعودية، بعد قرار مفاجئ من نادي النصر بفسخ عقده.
لم يكن يعلم أن العودة إلى البرازيل، التي غادرها قبل عقد من الزمن، ستُكتب بحروف من ذهب في تاريخ الساحرة المستديرة.
في مدينة ريو جراندي دو سول الجبلية، التي تأسست على أيدي مهاجرين إيطاليين عام 1890، وُلد تيليس في 15 ديسمبر 1992. طفلًا وحيدًا، عاش مدللًا وسط ألعاب وحلوى عائلته، لكن سرعته الفائقة، التي نافست أسطورة العدو يوسين بولت، جعلته نجم الحي. لم يستطع أحد من أقرانه اللحاق به، فأدرك والده أن لديه جوهرة كروية تستحق الرهان.
في سن الثامنة، بدأ تيليس رحلته في أكاديمية رياضية، صاغت موهبته، ليصبح سلاحًا يُهدد الخصوم.
انطلقت مسيرته الاحترافية عام 2012 مع جوفنتودي، ثم جريميو، عملاق البرازيل الجنوبي.
من هناك، طار إلى أوروبا، ودافع عن ألوان غلطة سراي، وإنتر ميلان، وبورتو، الذي شهد ذروة تألقه خلال أربعة أعوام ساحرة.
لاحقًا، انضم إلى مانشستر يونايتد، ثم أُعير إلى إشبيلية، قبل أن يحط رحاله صيف 2023 في نادي النصر، بدعوة من الأسطورة كريستيانو رونالدو.
يروي تيليس بحماس: «رونالدو اتصل بي خلال إجازتي، ألهمني للانضمام إلى النصر». ويضيف: «كيف أرفض عرضًا سعوديًا مدعومًا من كريستيانو؟ شعرت بمسؤولية إثبات نفسي».
مع النصر، تألق تيليس في 38 مباراة، سجل 3 أهداف، وصنع 5 تمريرات حاسمة، وقاد الفريق لانتزاع كأس الملك سلمان للأندية العربية، لكن المفاجأة كانت بقرار الاستغناء عنه في سبتمبر 2024.
يقول تيليس: «كنت مع زوجتي في إجازة حين تلقيت اتصالًا صادمًا.. النصر قرر الاستغناء عني في اللحظات الأخيرة لسوق الانتقالات، لتسجيل لاعب آخر».
لم يستسلم تيليس، عاد إلى البرازيل، ووقّع مع بوتافوجو، ليبدأ فصلًا جديدًا من المجد.
في ليلة تاريخية على ملعب مونمينتال في بيونس آيرس، قاد تيليس فريقه لانتزاع لقب كوبا ليبرتادوريس 2024، بسحق أتلتيكو مينيرو 3ـ1، وسجل الهدف الثاني وسط هتافات تصم الآذان.
لم يكتف بذلك، بل تألق في مونديال الأندية بصناعة هدف في فوز بوتافوجو 2ـ1 على سياتل ساوندرز، ثم كتب التاريخ مجددًا بانتصار مذهل 1ـ0 على باريس سان جيرمان، بطل أوروبا، الجمعة.
تيليس، الذي يسعى النصر لاستعادته هذا الصيف، رمز للقوة والتألق، من الرياض إلى قمة المجد القاري.
رحلة تيليس لم تنته، بل قد تصل مجددًا إلى العاصمة السعودية من أجل كتابة تاريخ آخر مع «كريس» ورفاقه.