2025-06-23 | 01:34 مقالات

عصفور طل من الشبّاك!

مشاركة الخبر      

شاهدت مقطع فيديو لبعوضة إلكترونية صينية وزنها 1 جرام، البعوضة تطير وتصوّر وتعود للمكان الذي انطلقت منه، ولها صوت يشبه صوت البعوضة الحقيقي، وهي تحاول تذوق دمك إن كان يناسبها. ومع أن الذي استعرض قدرات البعوضة قال إن استخدامها للأغراض المدنية، لكنني متأكد أنها ستستخدم عسكريًّا، وقد يكون هذا أساس تصنيعها.
لا بد أنها في المستقبل ستحمل أسلحة دقيقة خطيرة. سبق وقرأت أن بعض الجيوش تملك عصافير إلكترونية، الفارق بينها وبين البعوضة أن العصافير تستطيع إطلاق رصاصات صغيرة قاتلة، أو بالإمكان أن تكون عصافير انتحارية! لقد أصبحت على قناعة تامة أن الأجيال القادمة لن تفرق بين البعوض والعصافير الحقيقية والصناعية، ومثلما صارت الصواريخ والمسيرات اليوم هي السلاح الأول في الجيوش، ستملئ العصافير والبعوض ساحات القتال في المستقبل. ستشاهد الأجيال القادمة المذيع الإلكتروني على الشاشة وهو يقول: آلاف العصافير تهاجم المدينة الفلانية، وجاء الرد بإطلاق عشرات الآلاف من البعوض الذي أسقط الكثير من العصافير! ولأن البعوض والعصافير أسلحة، فالمؤكد أنها ستباع في بعض الأسواق في العالم، في أمريكا مثلًا تشتري مسدسًا من المحل الذي يلاصق محل الآيس كريم.
عندما تصبح العصافير والبعوض أسلحة ستتغير معها بعض المفردات، لأن نوع الأسلحة تغيّر، بدلًا من: سأطلق عليك النار، سيقال: سأطلق عليك عصفورًا. أو سأطلق عليك بعوضة! أما الذين لا يحملون تراخيص لأسلحتهم، فستقبض السلطات عليهم لحملهم بعوضة أو عصفور من دون ترخيص. أما الضحايا فستكون أخبار موتهم كالآتي: مات بعدما أطلق عصفورًا النار عليه! أعتقد أن الأمر سيكون معقدًا جدًّا، ستحمل النساء في حقائبهن العديد من البعوض، سيطلقن بعوضة نحو من يتحرش بهن، وسيكون البعوض أنواعًا مختلفة، بعضه قاتل، وبعضه يكهرب، وبعضه يرش مادة تعمي العين مؤقتًا! ولأن حمل البعوض والعصفور سهل، وبالإمكان إخفاؤه في الجيب الصغير، سيخاف الناس من بعضهم، وسيسمع جيل المستقبل الكثير من الجُمل، في المطارات مثلًا سيسأل الموظف الذي يفتش المسافرين: هل تحمل أي بعوضة أو عصفور؟ المؤسف أن إنسان المستقبل لن يستطيع التفريق بين العصافير على الشجرة، وعلى حواف النوافذ، من هو العصفور الحقيقي، ومن الصناعي! لماذا تتسابق الدول الصناعية لصناعة الأسلحة التي لا تصد ولا تُرد؟ الإجابة لأنها تتجهز للحروب القادمة، وكأن حياة الإنسان لا تكون إلا باشتعال الحروب. الحروب ليست من أقدار البشر، بل من صناعته.