العالم الذي نعيش
ـ كلما قرأت شيئًا جديدًا عن التقنية، كلما استوعبت قليلًا عن العالم القادم المختلف، نحن فعلًا في طريقنا لتوديع العالم الذي نعرف، لماذا ؟ لأن التسارع التقني لا يمشي، بل يطير بسرعة الصوت. لست بحاجة لأكون خبيرًا تقنيًا لأقول ما قلته، يكفي أن تقرأ خبرًا تقنيًا لتعرف أن القادم لا علاقة له بما قبل 20 عامًا، وأقصد أن لا علاقة له بشاشة التلفزيون التي نعرفها، ولا بالهاتف الجوال الذي بين أيدينا، ولا بالشكل التقليدي لبيوتنا. إليكم آخر ما قرأته وعنونته صحيفة الشرق: آينشتاين للبيع.. متجر في بكين يبيع روبوتات للاستخدام المنزلي. أي أنك تستطيع شراء روبوت على شكل آينشتاين ليعمل كخادم في منزلك ! وقالت الصحيفة: أكثر من 100 روبوت سيجري بيعها في متجر جديد بالعاصمة الصينية بكين، ويفتح يوم الجمعة «اليوم». ويعرض نماذج شبيهة بالبشر ! انتهى مضمون الخبر، ورحت أنا أتخيل وجوه الروبوتات في المنازل، لا أعتقد أنني سأشتري روبوتًا يشبه آينشتاين لأطلب منه أن يعد لي القهوة! تخيلوا أن آمره بذلك ثم لا تعجبني القهوة.. ماذا سأقول لآينشتاين حينها.. هل سأقول بأنك لا تفهم يا آينشتاين؟!
ـ في مصر يتم القبض على بعض مشاهير التيك توك لأسباب مختلفة، منها عدم الالتزام بالمعايير الأخلاقية في الطرح. لا أتمنى إلا الخير للجميع، لكن الأمر فعلًا بحاجة للتنظيم والسيطرة، لا يمكن أن تكون الشهرة بلا سبب سوى الهَبل والجرأة في تقديم ما هو غير لائق، ما البطولة في الوقاحة ؟ ما البطولة في «الفشخرة» بالملابس والساعات والسيارات ؟ لقد أنصفت السوشال ميديا الكثير من المبدعين عندما قدمت إبداعاتهم للجمهور، لكنها في نفس الوقت أعطت الفرصة لأسماء لا تملك شيئًا سوى الجرأة في عدم الخجل. مشاهير لن ينالوا شهرة أكبر من الشهرة في حارتهم أصبح لهم متابعون بالملايين في أنحاء الوطن العربي. ثم ما حكاية الألقاب التي يستخدمها هؤلاء، أسماء غريبة لا علاقة لها بمعنى الألقاب الشعبية، تخيلوا أن أحد المغنين المشاهير شهرته سيد مجاري!.